النقطة المقابلة للإخلاص هی: «الرّیاء»، و قد ورد ذمّه بکثرة فی الآیات و الروایات الشریفة، التی نهرت النّاس من هذا العمل المُشین، و إعتبرته من أوضح مصادیق الشّرک الخفی، و علّة بطلان الأعمال، و علامة من علامات النّفاق.
و نجد فیها أنّ الرّیاء یهدم الفضائل، و یزرع بذور الرّذائل فی روح الإنسان، وُ یشغله عن الهدف الأساسی الحقیقی، فی خطّ الرّسالة و الإستقامة.
و هو أداةٌ قویةٌ مؤثرةٌ بید الشّیطان الرّجیم، لإضلال و صرف النّاس عن الطّریق الصّحیح، و تحویلهم من دائرة الإیمان، إلى دائرة الکفر و الإنحراف.
و نعود هنا للآیات القرآنیة الکریمة، التی ترینا وجه المرائی القبیح، و النّتائج السلبیّة المترتّبة على الرّیاء:
1 ـ (یَا أَیُّها الَّذِینَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِکُمْ بِالْمَنِّ وَالاَْذَى کَالَّذِی یُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ یُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْیَوْمِ الاْخِرِ فَمَثَلُهُ کَمَثَلِ صَفْوَان عَلَیْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَکَهُ
صَلْداً لاَ یَقْدِرُونَ عَلَى شَیْء مِمَّا کَسَبُوا وَاللهُ لاَ یَهْدِی الْقَوْمَ الْکَافِرِینَ )(1).
2 ـ (فَمَنْ کَانَ یَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلا صَالِحاً وَلاَ یُشْرِکْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )(2).
3 ـ (إِنَّ الْمُنَافِقِینَ یُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا کُسَالَى یُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ یَذْکُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِیلا )(3).
4 ـ (وَالَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ یُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْیَوْمِ الاْخِرِ وَمَنْ یَکُنْ الشَّیْطَانُ لَهُ قَرِیناً فَسَاءَ قَرِیناً )(4).
5 ـ (وَلاَ تَکُونُوا کَالَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَیَصُدُّونَ عَنْ سَبِیلِ اللهِ وَاللهُ بِمَا یَعْمَلُونَ مُحِیطٌ )(5).
6 ـ (فَوَیْلٌ لِلْمُصَلِّینَ * الَّذِینَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِینَ هُمْ یُرَاءُونَ * وَیَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ )(6).