بما أنّ حالة الإخلاص، تُمثّل أغلى جوهرة تُحفظ فی خزانة الرّوح، و ما یترتّب على هذه الحالة من معطیات إیجابیة مهمّة، فقد أوردت الرّوایات تلک المسألة، بصورة بلیغة جمیلة، و منها: «ما أَخْلَصَ عَبْدٌ للهِ عَزَّوَعَلَّ أَربَعِینَ صَباحاً إلاّ جَرَتْ یَنابِیعُ الحِکْمَةُ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسانِهِ»(1).
و فی حدیث آخر عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام)، أنّه قال: «عِنْدَ تَحققُ الإخلاصُ تَسْتَنِیرُ البَصائِرُ»(2).
وَ وَرد عنه(علیه السلام) أیضاً: «فِی إخلاصِ النیّاتِ نَجاحُ الاُمورِ»(3).
و یتّضح من ملاحظة هذا الحدیث، أنّ النیّة کلّما أخلصت، کان الإهتمام بِباطن الأعمال أقوى، أو بتعیبر أدق: إنّ الجَودة و الدّقة على مستوى السّلوک و العمل، ستکون فی ذَروتها، ونجاح العمل سیکون مضموناً، و العَکس صحیحٌ، فإذا کان الهدف یترکز على معالم الظاهر فقط، دون أن یولّی أهمیّةً للمحتوى، فسیکون مصیر العمل إلى الفَشل و الخَیبة.
و لذلک قال أمیر المؤمنین(علیه السلام): «لَو خَلُصَتِ النِّیَّاتُ لَزَکَّتِ الأَعمالُ»(4).