یُراود هذا السّؤال أذهان الکثیرین، و هو أنّهم یشعرون بنشاط روحی، بعد الإتیان بالعبادة بالمستوى المطلوب، فهل أنّ هذا الشّعور بالنّشاط، یتقاطع مع الإخلاص، أو أنّه علامةٌ على الریاء؟.
و الجواب: أنّ النّشاط إذا إستمدّ اُصوله، من التّوفیق الإلهی و النّور المعنوی المستقى من العبادة، و معطیاتها على روح الإنسان، فلا تَثریب ولا ضیر، و لا یُنافی الإخلاص فی النیّة، أمّا لو کان النّشاط ینشأ من مشاهدة الناس له، فإنّه یُنافی الإخلاص، رغم أنّه لا یکون سبَباً فی بُطلان الأعمال، شریطةَ أن لا یتغیّر مقدار و کیفیّة العمل بسبب مشاهدة الناس له.
وَ وَرد هذا المعنى فی الرّوایات الإسلامیّة:
منها ما وَرد عن أحد أصحاب الإمام الباقر(علیه السلام)، أنّه قال: سألتُ الإمام(علیه السلام)، عن الرّجل یعمل الشّیء من الخیر، فیراه إنسانٌ فیسّره ذلک.
قال(علیه السلام): «لا بَأْسَ، ما مِنْ أَحَد إِلا وَهُوَ یُحِبُّ أَنْ یَظْهَرَ لَهُ فی النّاسِ الخَیرُ، إذا لَمْ یَکُنْ صَنَعَ ذَلِکَ لذَلِکَ»(1).
و فی حدیث آخر عن أبی ذر(رحمه الله)، ـ عندما سأل الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) - ، قال: قلت یا رسول
الله: الرّجل یعملُ العمل لنفسه و یحبّه الناس.
قال(صلى الله علیه وآله): «تِلکَ عاجِلُ بُشرى المُؤمِنِ»(2).
—–