النظریّة الأولى

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
8.من أین نبدأ؟النظریّة الثّانیة: نظریّة الطّب الرّوحانی

رأیٌ یقول: إنّ تهذیب النفس، نوع من الجهاد و محاربة أعداء الداخل، الّذین یتحرّکون لإیقاع الإنسان فی مستنقع الرّذیلة، و شراک الخطیئة.

هذا الرأی مقتبسٌ فی الأصل، من حدیث الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)، المعروف، عندما خاطب الرسول(صلى الله علیه وآله)، قومٌ من المجاهدین، رجعوا لتوّهم من الغزو فقال:

«مَرحَباً بِقَوم قَضَوا الجِهادَ الأَصغَرَ وَبَقیَ عَلَیهِم الجِهادُ الأَکبَرُ، فَقِیلَ یا رَسُولَ اللهِ، ما الجِهادُ الأکبرُ، قالَ: جِهادُ النَّفسِ»(1).

وجاء فی البحار فی ذیل هذا الحدیث: ثُمّ قَالَ(صلى الله علیه وآله):

«أَفضَلُ الجِهادِ مَنْ جاهدَ نَفْسَهُ الَّتی بَینَ جَنْبَیهِ»(2).

هذا وقد فُسّرت بعض الآیات التی وردت فی دائرة الجهاد، بالجهاد الأکبر، إمّا لأنّها تخصّ الجهاد مع النفس، أو لمدلولها العام فی حرکة السیاق القرآنی، الذی یتناول القِسمین للجهاد.

وجاء فی تفسیر القمی، فی ذیل الآیة (6) من سورة العنکبوت: (وَمَنْ جاهَدَ فَإنّما یُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللهَ لَغَنِیٌّ عَنِ العالَمِینَ )، قَالَ(علیه السلام): «و من جاهد نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَواتِ وَاللَّذَّاتِ وَ المَعاصِی»(3).

ویمکن أن نستوحی هذا المعنى من هذه الآیة، من حیث إنّ فائدة الجهاد تعود على الإنسان نفسه، ویتّضح ویتجلّى أکثر فی الجهاد مع النفس، وخصوصاً أنّ الآیة التی جاءت قبلها، تکلّمت عن لقاء الله: (وَمَنْ کَانَ یَرجُوا لِقاءَ اللهِ... )، ونعلم أنّ لقاء الله، و الشهود و القرب منه، هو الهدف الأصلی للجهاد مع النفس.

و کذلک جاء فی آخر آیة من سورة العنکبوت: (وَالَّذِینَ جاهَدُوا فِینَا لَنَهْدِیَنَّهُم سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الُمحسِنِینَ ).

وهذه الآیة أیضاً ناظرةٌ حسب الظاهر إلى الجهاد الأکبر، وذلک لقرینة: (فینا)، و جملة: «لَنَهْدِیَنَّهُم سُبُلَنا»، أو تتضمن مفهوماً عاماً یستوعب کلا النَّحوین من الجهاد.

وجاء أیضاً فی الآیة (78) من سورة الحج: (و جاهِدُوا فِی اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَبَاکُم وَمَا جَعَلَ عَلَیکُم فِی الدِّینِ مِنْ حَرج ).

فقد فسّر أغلب المفسّرین کلمة الجهاد بمعناها ومفهومها العام، الذی یشمل الجهاد الأصغر والأکبر، أو بخصوص معنى الجهاد الأکبر، وکما قال المرحوم العلاّمة الطّبرسی فی کتابه مجمع البیان، أنّ أکثر المفسّرین ذهبوا إلى أنّ المقصود من حقّ الجهاد، هو إخلاص النیّة والأعمال والطّاعات لله تعالى(4).

وقد ذکر العلاّمة المجلسی(رحمه الله) هذه الآیة، فی زمرة الآیات النّاظرة للجهاد الأکبر(5) کذلک.

و جاء فی الحدیث المعروف عن أبی ذرّ(رحمه الله) أنّه قال: قُلتُ یا رسُولَ اللهِ أَیُّ الجِهادِ أَفضَلُ؟ فَقالَ(صلى الله علیه وآله): «أَنْ یُجاهِدَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ وَهَواهُ»(6).

وکما ورد فی حدیث: جنود العقل وجنود الجهل، هذا المعنى أیضاً، إذ یُشبّه حیاة الإنسان بساحةِ حرب، العقلُ جنوده فی جهة، و الجهلُ و هوى النّفس و جنودهما فی الجهة المقابلة، فهذان المعسکران، یعیشان دائماً فی حالة حربِ سِجال، و من خلال هذا النّزاع، و معطیات حالات الصّراع فی أعماق النّفس، تتولد الکمالات المعنویّة للإنسان، وذلک عندما ینتصر العقل وجنوده، و النّصر الآنی، هو السّبب فی التّقدم النّسبی للکمالات الإنسانیّة.

—–

 


1. وسائل الشیعة، ج11، ص122 (باب 1، جهاد النفس).
2. بحار الأنوار، ج67، ص65.
3. تفسیر القمی، ج2، ص148; بحار الانوار، ج67، ص65.
4. مجمع البیان، ج7، ص97.
5. بحار الأنوار، ج67، ص63.
6. میزان الحکمة، ج2، ص141.
 
8.من أین نبدأ؟النظریّة الثّانیة: نظریّة الطّب الرّوحانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma