الخطوة الثّانیة: المشارطة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
9 ـ معطیات و برکات التّوبةالخطوة الثّالثة: المراقبة

تکلمنا سابقاً بصورة مقتضبة، عن بعض برامج وخُطى السّیر و السّلوک، المشترکة بین کبار العلماء و السّائرین على ذلک الدّرب، و یصل البحث بنا عن التّوبة، إلى واقع التفصیل لتلک المباحث، مدعوم بالآیات و الرّوایات الشّریفة:

 

الخطوة التالیة التی ذکرها علماء الأخلاق، فی خطّ الإلتزام الدّینی بعد التّوبة: «المشارطة»:

والقصد منها هو الإشتراط على النّفس وتذکیرها وتنبیهها، وأفضل الأوقات لها هو بعد صلاة الفَجر، و التنوّر بأنوار هذه العبادة الإلهیّة، الکبیرة العظیمة عند الله تعالى، فیذکّر نفسه و یوصیها بأن تَتحرک فی طریق الخَیر و الصّلاح، فإذا ما إنقضى العُمر فلن یفید النّدم، و لا یمکن الإستدراک، ولیجعل نصب عینیه هذه الآیة الشّریفة: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الاِْنسَانَ لَفِی خُسْر )(1)، فإذا ما ضاع العُمر، فلن ینفع شیءٌ بعده: (إِلاَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )(2).

وعلیه أنّ یُحدِّث نَفسه، و یقول لها: تصوّری أنّ العُمر قد إنقضى، و زالت الحُجب و تجلّت الحقائق المُرّة، و برزت مَعالم العَذاب، و هَولِ المطّلع، و مُنکَر وَ نکیر، فحینئذ تشعرین بِحالة النَّدم على ما عَمِلْتِ، و تقولین: (رَبِّ ارْجِعُونی * لَعَلّی أَعْمَلُ صَالِحاً فِیَما تَرَکْتُ )(3).

و على فرض إنّک لم تسمعی جواب: «کلاّ»، و أعادوکِ الى الدنیا فهل ستتعظین و تُکَفّرین عمّا قصرتِ فی جَنب الله؟؟

ثمّ یوصی نفسه بجوارحه السّبعة: العَین و الاُذن و اللّسان و الیّد و الرّجل و البطن و الفَرج، فهذه الجوارح مُنصاعَةٌ لکِ الیوم و فی خدمتک، فلا تقحمیها فی المعاصی، فإنّ لجهنَّم سبعة أبواب، لکلِّ باب جماعةٌ خاصةٌ من النّاس، یدخلون جهنّم منها، فعلیک بالسیّطرة الدّقیقة على الجوارح لئَّلا تنحرف عن الطّریق القویم، و الهدف المرسوم لها، و بذلک توصَد أبواب جهنم دونها، و تفتح أبواب الجنان لها؟.

و یُوصی النّفس بالمُراقبة لِجوارحه، للإستعانة بها فی طریق الطّاعة لا المعصیة، فهی نِعَمٌ کبیرةٌ مُحاسب علیها الإنسان غداً.

و نَجد فی أدعیة الإمام السجاد(علیه السلام)، تأکیداً لمسألة المُشارطَة فی حرکة الإنسان المنفتح على الله.

 

ففی الدّعاء، رقم (31) المعروف بدعاء التّوبة، یقول الإمام(علیه السلام) «وَلَکَ یا رَبِّ شَرطِی أَلاّ أَعُودَ فی مَکْرُوهِکَ، وَضَمانی أَنْ لا أَرجَعَ فی مَذْمُومَکَ وَعَهْدِی أَنْ أَهْجُرَ جَمِیعَ مَعاصِیک».

و کذلک الحال فی الآیات القرآنیة، فإنّ أصحاب الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)، کانوا من خلال إرتباطهم مع الله تعالى، بنحو من العهدِ و المیثاقِ، یُطبّقون نوعاً من المُشارطة على أنفسهم، فی خط الرّسالة و المسؤولیة، ففی الآیة (23) من سورة الأحزاب، نقرأ: (مِنْ الْمُؤْمِنِینَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَیْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ یَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِیلا  )...(4).

و کان البعض الآخر، ینقضون العهد مع الباری تعالى، بعد توکیدها، فورد فی سورة الأحزاب، الآیة (15): (وَلَقَدْ کَانُوا عَاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لاَ یُوَلُّونَ الاَْدْبَارَ وَکَانَ عَهْدُ اللهِ مَسْئُولا ).

وَ وَرَد فی حدیث عن أمیر المؤمنین(علیه السلام):«مَنْ لَمْ یَتَعاهَدْ النَّقْصَ مِنْ نَفْسِهِ غَلَبَ عَلَیهِ الهَوى، وَمَنْ کانَ فی نَقْص فَالمَوتُ خَیرٌ لَهُ»(5).

«فالمُشارطة» إذن: هی من الخُطى المهمّة لَتِهذیب الأخلاق، ولولاها لتراکمت سُحب الغفلة و الغُرور، على قلب وروح الإنسان، و لَحادَت به عن الطرّیق القویم، و الجادّة المستقیمة.

—–


1. سورة العصر، الآیة 1 و 2.
2. سوره العصر، الآیة 3 و 4.
3. سورة المؤمنون، الآیة 100.
4. بحار الأنوار، ج67، ص64.
5. بحار الأنوار، ج67، ص64.

 

9 ـ معطیات و برکات التّوبةالخطوة الثّالثة: المراقبة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma