10.هل یلزم وجود المُرشد فی کلّ مرحلة؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
خلاصة ما تقدم من مذاهب السّیر و السّلوکدور الواعظ الداخلی (الباطنی)

 

یعتقد کثیر من أرباب السّیر و السّلوک، أنّ السّائرین فی طریق الکمال و الفضیلة، و التقوى و الأخلاق، والقرب إلى الله تعالى، یجب أن یکونوا تحت إشراف الاُستاذ والمرشد، کما ذکر فی رسالة السّیر والسلوک للعلاّمة بحر العلوم، و رسالة لبّ الألباب للمرحوم العلاّمة الطّباطبائی، فی الفصل الحادی والعشرون من وظائف السّائر إلى الله، هو التّعلیم و التعلم تحت نظر وإشراف الاُستاذ، سواء کان الاُستاذ عالِم کالعلماء الذین مشوا فی هذا الطریق، أم الأساتذة الخصوصیین، و هم الأنبیاء الأئمة و المعصومین(علیهم السلام).

ولکن المطّلعین من أهل الفن، یُحذّرون السّائرین على طریق التّقوى و التّهذیب، من عدم الإلتجاء بسهولة لأیٍّ کان، وإذا لم یطمئنّوا إطمئناناً کافیاً، ولم یختبروا صلاحیتهم العلمیّة والدینیة، فلا یسلّموهم أنفسهم، ولا یکتفوا حتى بإخبارهم للمستقبلیات، و لا أعمالهم غیر الطبیعیّة، ولا حتى مرورهم على الماء والنار، لأنّ صدور هذه الأعمال ممکن من المرتاضین غیر المهذّبین أیضاً.

وقال البعض الآخر: إنّ الرّجوع للاُستاذ لازم فی المراحل الأولیّة، وأمّا بعد السّیر و عبور عدّة مراحل، فلا یحتاج إلى الاُستاذ، و الرّجوع للاُستاذ الخصوصی و هو الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)والأئمّة المعصومین(علیهم السلام)، حتّى نهایة المراحل، یکون لازماً و ضروریاً.

 

و قد إستدلوا على لزوم الرّجوع للاُستاذ تارةٌ، بهذه الآیة الشّریفة، التی تقول: (فَاسْئلُوا أَهلَ الذِّکْرِ إن کُنتُم لا تَعلَمُونَ )(1).

فرغم أنّها تتناول التعلیم لا التربیة، ولکن الحقیقة أنّ التربیة تعتمد على التّعلیم فی کثیر من الموارد، فلذلک یجب الرّجوع للمطلعین فی مثل هذه الموارد، وهذا المعنى یختلف إختلافاً واضحاً عن إختیار شخص خاص لیکون ناظراً على أعمال وأخلاق الإنسان.

ویستشهد القائلون بضرورةِ المرشد تارةٌ اُخرى; بحکایة موسى مع الخضر(علیهما السلام)، فقد کان موسى(علیه السلام) بحاجة للخضر، مع ما أنّه کان من الأنبیاء وأولی العزم، وقطع قسماً من الطّریق بمساعدته(علیه السلام).

ولکن و بإلقاء نظرة فاحصة على قصّة موسى والخضر(علیهما السلام)، نرى أنّ موسى(علیه السلام)عندما تعلم من الخضر(علیه السلام)، إنّما کان بأمر من الله تعالى لأجل الاطّلاع على أسرار الحکمة الإلهیّة بالنسبة للحوادث التی تحدث فی هذا العالم، والاُخرى أنّ علم موسى(علیه السلام) کان عملا ظاهریاً، «ویتعلّق بدائرة التّکلیف»، و علم الخضر(علیه السلام) علماً باطنیاً، (خارج عن دائرة التکلیف)(2)، وهذا الأمر یختلف عن مسألة إختیار الاُستاذ و المرشد، فی کل مراحل التّهذیب للنفس و السیّر فی طریق التّقوى، وإن کان یشیر ولو بالإجمال إلى أهمیّة کسب الفضیلة، فی محضر الاُستاذ فی خط التّکامل المعنوی.

وقد یستشهد لذلک أیضاً بحکایة لقمان الحکیم و إبنه، فهو اُستاذ إلهی أخذ بید إبنه و ساعده فی سلوک ذلک الطریق(3).

ونقل العلاّمة المجلسی فی بحار الانوار، عن الإمام السجّاد(علیه السلام) أنّه قال: «هَلَکَ مَنْ لَیسَ لَهُ حَکِیمٌ یَرشُدُهُ»(4).

ولکن و من مجموع ما ذُکر، لا یمکن إستفادة لزوم المرشد فی دائرة السّلوک الأخلاقی و تهذیب النفس، بحیث إذا لم یکن تحرک الإنسان فی خطّ التّهذیب النّفسی و التّزکیة الأخلاقیة، تحت إشراف المرشد، فسوف یختل برنامج التربیة و الأخلاق و التّقوى، و یتعطل السّیر و السّلوک فی حرکة الواقع النفسی والمعنوی لدى الفرد، لأنّ الکثیر من الأشخاص إلتزموا بالرّوایات والآیات والأحادیث الإسلامیة، و عملوا بها، و وصلوا إلى مقامات عالیة و درجات کبیرة دون الإستعانة بمرشد أو معلّم خاص على مستوى التّربیة الأخلاقیّة، و طبعاً لا یمکن إنکار فائدة الأساتذة و المرشدین و توجیهاتهم القیّمة، فهم عناصر جیّدة للوصول إلى المقصود من أقرب الطرّق، و معدّات فاعلةٌ لمواجهة المشاکل الأخلاقیّة لتحدیات الواقع، و حلّها وفق مستجدّات الواقع و مستلزمات العقیدة.

و جاء فی نهج البلاغة أیضاً: «أیُّها النّاسُ استَصبِحُوا مِنْ شُعْلَةِ مِصبَاح، وَاعظٌ مُتَّعِظٌ»(1).

ولکن وللأسف نجد فی کثیر من الموارد، أنّ النّتیجة کانت عکسیّة، فکثیر من الأشخاص عرّفوا أنفسهم بأنّهم مرشدون للناس فی سلوک سبیل التّربیة و التّهذیب، ولکن اتّضح بأنّهم قطّاع طُرق، وکمْ من الأشخاص الطّاهرین الطالبین للحقّ إنخدعوا بهم، و ساروا فی طریق التّصوف أو الإنحراف، و سقطوا فی منحدر الرّذیلة، و ارتکبوا مفاسد أخلاقیة کبیرة; و علیه فنحن بدورنا نحذّر السّائرین على هذا الطّریق، إذا ما أرادوا الإستفادة من الحضور، عند اُستاذ و مرشد فی المسائل الأخلاقیّة، فیجب أن یتوخّوا جانب الحذر و الإحتیاط، و لیتأکدوا من حقیقة الأمر، و لا یغترّوا بالمظاهر الخادعة، بل لیتفحّصوا عن سوابقهم، ولیشاوروا أصحاب الفنّ فی هذا المجال، کی یصلوا إلى غایتهم المنشودة.

 


1. سورة الأنبیاء، الآیة 7.
2. یرجى مراجعة تفسیر الأمثل، ذیل الآیة 60 إلى 82 من سورة الکهف.
3. یرجى الرجوع لتفسیر الأمثل، فی تفسیر سورة لقمان.
4. بحار الانوار، ج75، ص159.

 

خلاصة ما تقدم من مذاهب السّیر و السّلوکدور الواعظ الداخلی (الباطنی)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma