1 ـ الأخلاق والنسبیّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
النّتیجةالإسلام ینفی نسبیّة الأخلاق

هل أنّ الأخلاق الحسنة و القبیحة، و الرّذائل و الفضائل، جیدةٌ أو قبیحةٌ ذات أبعاد مطلقةٌ فی کلّ مکان وزمان، أم أنّ هذه الصفات نسبیّة; فربّما تکون فی مکان وزمان آخر جیدة أو سیئة؟

الذین یقولون أنّ الأخلاق نسبیّة ینقسمون إلى قسمین:

الفئة الاُولى: هم الّذین یقولون بنسبیّة عالم الوجود کلّه، فإذا کان الوجود والعدم نِسبّیان، فإنّ الأخلاق تدخل فی هذه الدائرة أیضاً.

الفئة الثانیة: هم الذین لا یرون أنّ هناک علاقةُ بین عالم الوجود وبین الأخلاق، فالمعیار عندهم لمعرفة الأخلاق الجیّدة من غیرها هو المجتمع، و قبوله وعدم قبوله لها، وهذا یعنی أنّ الشّجاعة ربّما تکون فضیلة عند مجتمع، فی ما لو کانت مقبولةٌ، و قد تکون نفس تلک الفضیلة رذیلة فی مجتمع آخر.

وهذه الفئة، لا تعتقد بالحُسن و القُبح الذاتی للأفعال أیضاً، والمعیار هو قبول وعدم قبول المجتمع لها.

وقد رأینا فی البحث السّابق، أنّ المسائل الأخلاقیّة تعتمد على معاییر للقیاس، تکون ولیدة النّظرات الکونیّة، فالمذهب الذی یعتبر المجتمع هو الأصل والأساس لقبول الاُمور، وبشکلها المادی، فان أفراده لا وسیلة لهم إلاّ القبول بنسبیّة الأخلاق، لأنّ المجتمع البشری یکون دائماً فی حالة تغیّر وتحوّل، وعلى هذا فلیس من العجیب فی أمر هذه الجماعة أنّهم جعلوا الرأی العام للمجتمع، هو المرجع لتشخیص الحَسن و القَبیح من الأخلاق.

و نتیجةُ مثل هذه العقیدة، معلومةٌ و واضحةٌ قبل أن تظهر للوجود; لأنّها تُسبب فی تبعیّة القیم الأخلاقیة للمجتمعات البشریّة، و التّوافق مع الظّروف ومتغیرات وأحوال ذلک المجتمع، والحال أنّ المجتمع هو الذی یجب أن یتبع الاُصول الأخلاقیّة: لِتُصلح مفاسده.

فمن وجهة نظر هذه الجماعة، أنّ وأد البنات و هنّ أحیاء، فی زمن المجتمع الجاهلی العربی القدیم، هو أمر أخلاقی، وکذلک الغارات التی کانت تشنّها القبائل على بعضها البعض، و تعتبر عندهم من المفاخر، و لأجلها کانوا یُحبّون الأولاد ویقدّرونهم، حتى یکبروا و یحملوا السّلاح لیحاربوا مع آبائهم، فهی أیضاً أمر أخلاقی، وکذلک الجنسیّة المثلیّة المتفشیّة فی الغرب، تُعتبر من وجهة نظرهم أمراً أخلاقیّاً؟!

فالعواقب الخطیرة التی تحملها أفکار هذه المذاهب فی حرکة الواقع الإجتماعی، لا تخفى على عاقل طبعاً.

ولکن فی الإسلام، فإن المعیار الأخلاقی و الفضائل و الرّذائل، تُعیّن من قبل الباری تعالى، وذاته ثابتةٌ لا تتغیر، فالمُثل و القِیم الأخلاقیّة ستکون ثابتةً و لا تتغیر، ویجب أن تکونَ هی القاعدةُ الأصلُ للأفراد والمجتمع فی سلوکهم الأخلاقی، لا أن تکون الأخلاق تابعةٌ لرغبات و مُیول المجتمع.

الموحدون یعتقدون أنّ الفطرة والوجدان الإنسانی إذا لم تتلوث; فستبقى ثابتةً أیضاً، بإعتبارها تمثل النّور المنعکس عن الذّات المقدسة للباری تعالى، وعلى هذا فإنّ الأخلاقیّات تعتمد على الوجدان، و بعبارة اُخرى فإنّ القُبحَ و الحُسنَ العَقلیان: (المقصود العقل العملی لا النّظری)، یثبتان أیضاً.

 

النّتیجةالإسلام ینفی نسبیّة الأخلاق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma