ما إستفدناه من الآیات القرآنیة فی الموضوع الآنف الذّکر، له أصداءٌ واسعةٌ فی الرّوایات الإسلامیّة أیضاً; حیث یحکی عن التّأثیر العمیق للصفات الأخلاقیّة فی الحیاة الفردیّة و الاجتماعیّة، ونشیر إلى قسم منها:
1 ـ نقرأ فی حدیث عن أمیر المؤمنین(علیه السلام): «فِی سِعةِ الأخلاقِ کُنُوزُ الأرزاقِ».
2 ـ ورد فی حدیث آخر عن الإمام الصّادق(علیه السلام)، قال: «حُسنُ الخُلقِ یَزیدُ فی الرِّزقِ».
3 ـ ورد فی حدیث آخر عن أمیر المؤمنین(علیه السلام): کیف أنّ الأخلاق الحسنة تُؤثّر فی جلب النّاس و تحکیم أواصر الصّداقة بینهم: «مَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ کَثُرَ مُحِبُّوهُ وَآنَسَتِ النُّفُوسُ بِهِ».
4 ـ ورد فی حدیث آخر عن الإمام الصادق(علیه السلام)، یتطرّق فیه إلى هذا المعنى بصراحة أکثر، فیقول: «إِنَّ البِرَّ وَحُسنَ الخُلقِ یَعْمُرانِ الدِّیارَ وَیَزیدَانِ فِی الأَعمَارِ».
ولا شکّ أنّ تصاعد العمران وتماسک المجتمعات، یکون من خلال الإتحاد و التعاون بین أفراد المجتمع وطوائفه المختلفة، و کلّ ما یؤدّی إلى تقویة روح الاتحاد و التّعاون بین الناس، یُعتَبر من العوامل المهمّة فی تحکیم المرتکزات الأساسیّة لبقاء المجتمع، و تفعیل حرکة العمران فیه، وبالنسبة إلى طول العمر، نجد أنّه معلول غالباً، إلى الحیاة الهادئة والبعیدة عن حالات القلق و الإضطراب، و فی ظلّ التّعاون المشترک بین الأفراد. و کلّ هذه الاُمور تُعدّ من معطیات الأخلاق الحسنة فی حرکة الإنسان والحیاة.
5 ـ وفی هذا المضمار ورد فی حدیث عن الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)، قال: «حُسنُ الخُلقِ یُثبِّتُ المَوَدَّة».
وتوجد أیضاً أحادیث مُتعدّدة، تحکی عن تأثیر سوء الخُلق فی إیجاد الکراهیّة فی النفوس، و توهین الرّوابط بین الأفراد، و أنّه یورث النّفور و التّشتّت وضنک المعیشة وسلب الرّاحة و الطّمأنینة.
6 ـ ورد فی حدیث عن الإمام علی(علیه السلام): «مَنْ ساءَ خُلْقُهُ ضاقَ رِزقُهُ».
7 ـ وجاء فی حدیث آخر أیضاً عن علی(علیه السلام)، أنّه قال: «مَنْ ساءَ خُلْقُهُ أَعْوَزَهُ الصَّدِیقُ والرَّفِیقُ».
8 ـ وجاء أیضاً عن علی(علیه السلام): «سُوءُ الخُلقِ نَکدُ العَیشِ و عَذَابُ النَّفسِ».
9 ـ سأل الإمام علی(علیه السلام): مَنْ أَدومُ النّاسِ غَمّاً، قال: «أَسوَؤهم خُلقاً».
10 ـ وأخیراً نورد نصیحة لقمان الحکیم لإبنه، و هی: «وإِیّاکَ والضَّجَرِ وَسُوءُ الخُلقِ وَقِلَّةِ الصَّبرِ فَلا یَسْتَقِیمُ عَلَى هذِهِ الخِصالِ صاحِبُ»
—–
1. بحار الأنوار، ج75، ص53.
2. المصدر السابق، ج68، ص394.
3. غرر الحکم.
4. بحار الأنوار، ج68، ص395.
5. المصدر السابق، ج74، ص148.
6. غرر الحکم.
7. المصدر السابق.
8. غرر الحکم.
9. مستدرک الوسائل، ج2، ص338 (الطبعة القدیمة).
10. بحار الأنوار، ج10، ص419.
