الأخلاق والتربیة فی الأحایث الإسلامیّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
تفسیر و استنتاج4 ـ معطیّات العلم و المعرفة فی التربیة

لا شکّ أنّ المدرسة الأولى للإنسان، هی واقع الاُسرة، فمنها یتعلم الإنسان الدّروس الاُولى للفضیلة أو الرذیلة. وإذا ما تناولنا مفهوم التربیة بشکله العام: «التکوین والتشریع»، فإنّ أوّل مدرسة یدخلها الإنسان، هی رحم الاُم وصلب الأب، و الّتی تؤتی معطیّاتها بصورة غیر مباشرة على الطفل، و تهیىء الأرضیّة للفضیلة، أو الرّذیلة فی حرکته المستقبلیّة.

و قد ورد فی الأحادیث الإسلامیّة، تعبیراتٌ لطیفةٌ و دقیقةٌ جدّاً فی هذا المجال، نشیر إلى قسم منها:

1 ـ قال علیٌّ(علیه السلام): «حُسْنُ الأَخلاق بُرهانُ کَرَمِ الأَعراقِ»(1).

و بناءً علیه فإنّ الاُسر الفاضلة، غالباً ما تقدّم للمجتمع أفراداً متمّیزین على مستوى الأخلاق الحسنة، وبالعکس فإنّ الأفراد الطالحین، ینشؤون غالباً من عوائل فاسدة.

2 ـ ورد فی حدیث آخر عن الإمام علی(علیه السلام) أنّه قال:

«عَلَیکُم فِی طَلبِ الحَوائِجِ بأشراف النُّفُوسِ وَذَوی الاُصُولِ الطَّیِّبَةِ، فإِنَّها عِنْدَهُم أَقضى، وَهِی لَدَیهِم أَزکَى»(2).

3 ـ و فی عهد الإمام علی(علیه السلام) لمالک الأشتر(رحمه الله)، ووصایاه له فی إختیار الضّباط للجیش الإسلامی، قال له:

«ثُمَّ الصَقْ بِذَوی المُروُءاتِ والأَحسابِ وَأَهلِ البُیُوتاتِ الصَّالِحَةِ والسَّوابِقِ الحَسَنَةِ ثُمَّ أَهْلِ النَّجدَةِ وَالشَّجَاعَةِ والسَّخاءِ وَالسَّمَاحَةِ فإِنَّهُم جِماعُ مِنَ الکَرَمِ وَشُعَبٌ مِنَ العُرفِ»(3).

4 ـ وورد عن الإمام الصادق(علیه السلام)، حدیث یُبیّن تأثیر الآباء الفاسدین على شخصیة الأطفالِ و سلوکهم الأخلاقی، فقال: «أَیَّما إِمرَأَة أَطاعَتْ زَوجَها وَ هُوَ شارِبٌ لِلخَمْرِ، کَانَ لَها مِنَ الخَطایا بِعَدَدِ نُجُومِ السَّماءِ وَکُلُّ مَولُود یُولَدُ مِنْهُ فَهُوَ نَجِسٌ»(4).

وقد ورد النّهی الأکید، فی روایات اُخرى کثیرة عن تزویج الشّارب للخمر، و السّیء الأخلاق(5).

5 ـ و قد ورد فی الحدیث النبوی المشهور، بالنّسبة إلى تأثیر تربیة الأب والاُم على الأولاد، أنّه قال:

«کُلُّ مَولُود یُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ حتى یَکُونَ أَبواهُ هُمَا اللَّذانِ یُهِوِّدانِهِ وَیُنَصِّرانِهِ»(6).

فالتربیة التی تعمل على تغییر إیمان و عقیدة الطّفل، کیف لا تعمل على تغییر سلوکه الأخلاقی فی الدّائرة الإجتماعیة؟

6 ـ و هذا الأمر جعل مسألة التربیة الصّالحة، من أهم حقوق الطّفل على الوالدین، فنقرأ فی الحدیث النبوی الشّریف:

«حَقُّ الوَلَدِ عَلى الوَالِدِ أَنْ یُحْسِنَ إسمَهُ وَیُحْسِنَ أَدَبَهُ»(7).

فمن الواضح أنّ مدالیل الأسماء، لها أثرها الأکید على نفسیّة و روحیّة الطّفل، فأسماء الشّخصیات الکبیرة من أهل التّقوى والفضیلة، تجذب الإنسان المُسمّى بأسمائهم إلیهم، و تدعوه للتّقرب إلیهم، و بالعکس، فإنّ أسماء الفسقة و الکفّار، تقرّب من یتسمى بأسمائهم منهم أیضاً(8).

7 ـ و نقرأ فی النبوی الشریف أیضاً: «ما نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدَهُ أَفضَلَ مِنْ أَدب حَسَن»(9).

8 ـ وقال الإمام السجّاد(علیه السلام)، بتعبیر أوضح:

«وَإِنَّکَ مَسؤولٌ عَمَّا وَلِّیتَهُ بِهِ مِنْ حَسَنِ الأَدبِ وَالدَّلالَةِ عَلَى رَبِّهِ عَزَّوَجَلَّ وَ المَعُونَةَ لَهُ عَلَى طَاعَتِهِ»(10).

9 ـ و قال الإمام علی(علیه السلام)، بأنّ أخلاق الأبوین، هی عبارةٌ عن میراث الأبناء منهما، فیقول(علیه السلام): «خَیرُ ما وَرَّثَ الآباءُ الأَبناءَ الأَدَبَ»(11).

10 ـ و نختم هذا البحث بحدیث آخر عن الإمام على(علیه السلام)، حیث بیّن الإمام(علیه السلام)، شخصیته للجهّال الذین یقیسونه بغیره، فقال:

«وَقَدْ عَلِمْتُم مَوضِعی مِنْ رَسُولِ اللهِ بِالقَرابَةِ القَریبَةِ وَالمَنزِلَةِ الخَصِیَّةِ، وَ ضَعَنِی فِی حِجْرِهِ وَ أَنا وَلِیدٌ یَضُمُّنِی إِلَى صَدرِهِ... یَرفَعُ لِی کُلَّ یَوم عَلَماً مِنْ أَخلاقِهِ وَ یَأَمُرُنِی بِالإِقتِداءِ..».

و اللطیف فی الأمر، أنّ الإمام(علیه السلام) وفی أثناء حدیثه، بیّن قسماً من أخلاق الرّسول(صلى الله علیه وآله)، فقال:

«وَلَقَدْ قَرَنَ اللهُ بِهِ(صلى الله علیه وآله) مِن لَدُنْ أَن کانَ فَطِیماً أَعْظَمَ مَلَک مَِنْ مَلائِکَتِهِ یَسلُکُ بِهِ طَرِیقَ المَکارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخلاقِ العالَمِ لَیلَهُ و نَهارَهُ»(12).

—–

و صحیح أنّ الصفات النفسیة و الأخلاقیّة، سواء کانت سیئة أم حسنة، فهی تنبع من باطن الإنسان وإرادته، ولکن لا یمکن إنکار معطیات البیئة وأجواء المحیط، فی تکوین وترشید الأخلاق الحسنة والسّیئة، و کذلک عنصر الوراثة من الوالدین والاُسرة بصورة أعم، و توجد شواهد عینیّة کثیرة، و أدلة قطعیّة على ذلک، ترفع الشّک و التردید فی المسألة.

وبناءً على ذلک، و لأجل بناء مجتمع صالح و أفراد سالمین، علینا الإهتمام بتربیة الطّفل تربیةً سلیمةً، و الإنتباه لعوامل الوراثة و أخذها بنظر الإعتبار، فی واقع الحیاة الفردیّة و الإجتماعیّة.

—–

 


1. غُرر الحِکم.
2. المصدر السابق.
3. نهج البلاغة.
4. لئالی الأخبار.
5. وسائل الشیعة، ج14، ص53 و 54.
6. تفسیر مجمع البیان، ذیل الآیة 30 من سورة الروم.
7. کنز العمّال، 45192.
8. وسائل الشیعة، ج15، ص122 و 132.
9. کنز العمّال، ح45411.
10. بحار الأنوار، ج71، ص6 (جوامع الحقوق).
11. غُرر الحِکم.
12. نهج البلاغة، الخطبة 192، (الخطبة القاصعة).

 

تفسیر و استنتاج4 ـ معطیّات العلم و المعرفة فی التربیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma