من الخَطوات الاُولى فی طریق إصلاح النّفس، و التّهذیب الرّوحی، و بلورة الأخلاق و الملکات الأخلاقیة السّامیة، فی واقع الإنسان هی: «معرفة النّفس».
فکیف یمکن للإنسان أن یرقى فی درجات الکمال الرّوحی و یتحرک على مُستوى إصلاح عُیوبه، و التّخلص من رذائله الأخلاقیّة، والحال أنّه لا یعرف نفسه من موقع الوعی لذاته؟
و هل للمریض أن یذهب إلى الطّبیب، و لمّا یعرف أنّه مُصابٌ بالمرض؟
و هل لِلتائه الضّال عن الطّریق، أن یعرف وجهته، و یتحرک فی طریق العثور على الجادة الصّحیحة، قبل أن یعرف أنّه ضالٌ عن الطریق؟
و هل للإنسان أن یُهیّىء أسباب و وسائل الدّفاع عن نفسه، و هو لا یعرف أنّ العدوّ قد کَمَن له على باب داره؟
من الطّبیعی، أنّ الإجابة عن هذه الأسئلة هو بالنّفی، فکَذلک من لا یعرف نفسه ولا عیوبه فإنّه لن یستطیع أن یتحرّک فی عملّیة إصلاح نفسه، ولن یستفید من أطبّاء الرّوح، فی خطّ التّربیة و التّهذیب.
و بهذه الإشارة نعود إلى صُلب الموضوع، لنبیّن علاقة معرفة النّفس بِتهذیبها، و کذلک العلاقة بین: معرفة الله وتهذیب النّفس.
—–