تفسیر و إستِنْتاجٌ

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
6 ـ علاقة العمل بالأخلاقالنّتیجة

فی «الآیة الاُولى»: نجد إشارةً إلى معطیات الذّنوب السّلبیة على قلب روح الإنسان، فهی تسلب الصّفاء و النّورانیة منه، وتحلُّ الظّلمة مکانه، فیقول الله تعالى فی القرآن الکریم: (کَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا کَانُوا یَکْسِبُونَ ).

فجملة: (مَا کَانُوا یَکْسِبُونَ )، جاءت بصیغة الفعل المضارع، الذی یدلّ على الإستمرار، بمعنى أنّ الأعمال القبیحة، بإمکانها أن توجد تغییرات وتحولات کبیرة، فی قلب الإنسان وروحه، فهی کالصّدأ الذی یحجب نورانیّة وصفاء المرآة ویکدّرها.

فالرّذیلة تُقسّی القلب وتسلبه الحَیاء، فی مقابل الذّنب، فیغلب علیه الشّقاء و الظّلمة، أمّا «الرّین» على وزن «عین»، فهو الصّدأ یعلو على الأشیاء الثمینة، نتیجةً لرطوبة الجوّ، فیکوّن طبقةً حمراء تُغطّی ذلک الشّیء، وهو علامة على فساد ذلک الفِلِز.

فإختیار هذا التعبیر هو إختیار مُناسب جدّاً، حیث أکدت علیه الرّوایات الإسلامیة، مراراً و تکراراً، و بحثنا الآتی سیکون حول هذا الموضوع.

—–

و فی «الآیة الثانیة»: تعدّت مرحلة الرّین وأشارت إلى مرحلة «التّزیین»، وبناءاً علیه فالتکرار لعمل ما، یبعث على تزیینه فی عین الإنسان و نظره، و تتوافق معه النفس الإنسانیة، لدرجة یعتبره الإنسان من المواهب و الإفتخارات التی یتمیز بها على الآخرین، فیقول الله تعالى: (کَذَلِکَ زُیِّنَ لِلْمُسْرِفِینَ مَا کَانُوا یَعْمَلُونَ ).

فجملة: (مَا کَانُوا یَعْمَلُونَ )، و کذلک «المسرفین»، هی دلیلٌ واضحٌ على تکرارِ الذّنب من قبلهم، فالتّکرار لها، لا یمحو قُبحها فقط، بل و بالتّدریج ستتحول الخطیئة إلى فضیلة فی نظرهم، و هذا یعنی فی الحقیقة المسخ لشخصیّة الإنسان، و هو من النتائج المشؤومة لتکرار الذّنوب.

وهناک خلافٌ حول الفاعل، الذی یزیّن لهؤلاء الأفراد أعمالهم القبیحة...

فقد ورد فی بعض الآیات الکریمة، إنتساب ذلک الفعل إلى الباری تعالى، و إعتبره کعقاب لهم، لأنّهم أصرّوا على الذّنوب، فالتّزیین هو إستدراج لهم، ولیذوقوا وبال أعمالهم فقال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِینَ لاَ یُؤْمِنُونَ بِالاْخِرَةِ زَیَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ )(1).

و فی الآیة (43) من سورة الأنعام، نسب ذلک الفعل للشّیطان الرّجیم، فیقول عن الکفّار المعاندین، الذین لا یحبون النّاصحین:

(وَلَکِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَیَّنَ لَهُمْ الشَّیْطَانُ مَا کَانُوا یَعْمَلُون ).

و مرةً اُخرى نسب ذلک الفعل للأصنام، فیقول الله تعالى: (وَکَذَلِکَ زَیَّنَ لِکَثِیر مِنْ الْمُشْرِکِینَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَکَاؤُهُمْ)(2).

و اُخرى (وکما ورد فی الآیة التی هی مورد بحثنا الآن)، ورد بصورة الفعل المبنی للمجهول: (أَفَمَنْ زُیِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً ).

و بنظرة فاحصة نرى، أنّ هذه التّعابیر لا تتقاطع فیما بینها، بل أحدها یکمّل الآخر، فمرةً تکون الزّینة عاملاً على تکرار العمل، فالتّکرار یُقلّل من قبح العمل، و یصل إلى مرحلة لا
یحسّ معها بالذّنب، و بالإستمرار یحسُن فی نظر صاحبه، فیُقیّده و لا یستطیع التّحرر من ذلک الفخ، الذی نُصب له، و هی حقیقةٌ یمکن للإنسان أن یلمسها، بالتتّبع و النّظر لحال المجرمین.

و فی موارد اُخرى، فإنّ الوساوس الشّیطانیة الخارجیّة، و الوساوس الباطنیّة النفسیّة، تزیّن للإنسان سوء عمله، و یصل الأمر به إلى إرتکاب الکبائر، بحجة أنّه یؤدّی واجبه الدّینی فیغتاب شخصاً ما، بدون ذنب و هو یتصور أنّه على حقٍّ، ولکن الحسد فی الواقع هو الذی یدفعه الى ذلک، و التأریخ ملیءٌ بمثل هذه الجنایات الفظیعة، فوساوس النّفس و الشّیطان لا تعمل على التّستر على قبح العمل فقط، بل تجعله من إفتخاراته.

و ربّما یعاقب الباری تعالى، أشخاصاً لعنادهم، و عدم قبولهم النّصحیة، و لا یکون العقاب إلاّ بتزیین سوء عمل الإنسان، لتشتدّ عقوبته ویفتضح أکثر فأکثر.

و یجب التّنویه، إلى أنّه و طبقاً للتّوحید الأفعالی، فإنّ کلّ عمل و أثر موجود فی هذا العالم، یمکن أن یُنسب إلى الله تعالى، لأنّ ذاته المقدّسة هی علّةٌ العلل، و لا یعنی هذا الأمر أنّ الأفراد قد اُجبروا على أفعالهم، فالحمد لله الذی جعل القوّة والقدرة على الفعل ومنَحها لِعباده، واللعنة على الذین یستعملون تلک القوّة فی دائرة الشر والذّنوب.

و ربّما تقتضی طبیعة الأشیاء، التّزیین والزخرفة، فنقرأ فی الآیه (14) من سورة آل عمران:

(زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِینَ وَ الْقُنَاطِیرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ... ).

وإحدى العوامل لتزیین الأعمال القبیحة فی نظر الشّخص، التّکرار لها، فهو یُؤثر فی نفس و روح الإنسان، و یغیّر أخلاقه، و العکس صحیحٌ، فإنّ تکرار الأعمال الحسنة یصبح ملکةً بالتدریج عند الإنسان، و یبدّله إلى أخلاق فاضلة، و لذلک و لأجل تهذیب النّفوس و نمو الفضائل الأخلاقیّة، نوصی السّالکین فی هذا الطّریق، بالإستعانة بتکرار الأعمال الصّالحة، وأن یحذروا من تکرار الأعمال السیئة، فالأوّل هو المعین الناصح للإنسان، و الثانی عدوّ غدّار.

—–

و «الآیة الثاالثة»: تتحدث عن تزیین سوء أعمال الإنسان أیضاً، فیقول تعالى: (أَفَمَنْ زُیِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً ).

فکما جاء فی تفسیر الآیة السّابقة: فإنّ من العوامل لتزیین سوء الأعمال هو التّکرار، و التّطبیع علیها، و التّدریج یؤدّی إلى أن یفقد الإنسان، الإحساس بِقُبحها، و سوف یولع بها ویفتخر أیضاً.

و اللّطیف أنّ القرآن الکریم، عندما یسأل ذلک السّؤال، لا یذکر النّقطة المقابلة لها، بصورة مباشرة، و یفسح المجال للسّامع، أن یتصور النّقطة المقابلة بنفسه، ویتفهمها أکثر، فهو یرید أن یقول: هل أنّ هذا الفرد، یتساوى مع من یمیّز الحق من الباطل فی حرکة الحیاة؟، أو هل أنّ هؤلاء الأفراد، یشبهون الأفراد من ذوی القلوب الطّاهرة، الذین یعیشون حالة الإهتمام بمحاسبة أنفسهم، والبعد عن القبائح ...؟.

و یجب الإنتباه، الى أنّ الله تعالى یقول، فی ذیل الآیة مخاطباً رسوله الکریم:

«فَإِنَّ اللهَ یُضِلُّ مَنْ یَشَاءُ وَیَهْدِی مَنْ یَشَاءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُکَ عَلَیْهِمْ حَسَرَات إِنَّ اللهَ عَلِیمٌ بِمَا یَصْنَعُونَ».

و هو فی الحقیقة عقابٌ للّذین یفعلون القبائح، فیجب أن تکون عاقبتهم کذلک.

وقد جاء فی تفسیر، «فی ظلال القرآن»: أنّ الباری تعالى إذا أراد أن یهدی الإنسان للخیر، «بسبب نیّته و عمله»، فیجد فی قلبه الحساسیّة و التّوجه الخاص لسوء الأعمال، فهو دائماً على حذر من الشّیطان و الخطأ و الزّیغ ولا یأمن الإختبار، و ینتظر المَدد الإلهی دائماً، وهنا یکون الفصل بین طریق الهدایة والفلاح، وبین خطّ الضّلال و الهلاک(3).

و قد ورد، أنّ أحد أصحاب الإمام الکاظم(علیه السلام)، (او أحد أصحاب الإمام الرضا(علیه السلام))، قال: سألت الإمام(علیه السلام) ما هو العجب الذی یبطل عمل الإنسان؟

فقال(علیه السلام): «العُجبُ دَرَجاتٌ مِنْها أَنْ یُزَیَّنَ لِلعَبْدِ سُوءُ عَمَلِهِ فَیَراهُ حَسَناً فَیُعْجِبُهُ وَیَحْسَبُ أَنَّهُ یُحْسِنُ صُنعاً»(4).

—–

و «الآیة الرابعة»: تتحدث عن مَلِکَة سَبأ، و عاقبتها والأخبار التی جاء بها الهدهد لسلیمان(علیه السلام)، من تلک الأرض واُولئک القوم:

(وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا یَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَیَّنَ لَهُمْ الشَّیْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ).

فالشّمس مع نورها الوهّاج، و عظمتها و فائدتها; لکنّ طلوعها و غروبها، و إنحجابها بالغیوم، تبیّن أنّها هی بدورها أیضاً تابعة لقوانین الکون، و لا إرادة لها أبداً، و لا تستحق التقدیر. ولکنّ الآباء علّمت الأبناء، و التربیة الخاطئة و السُنّة الضّالة، و تکرار العمل، حَدَت بالنّاس لتصوّر القبیح فی صورة حسنة، و فی بعض البلدان، یعبدون البقر، و یؤدّون الطّقوس أمامها، و هو مدعاةٌ للسّخریّة و الضَّحِک، ولکنهم یفتخرون بذلک. و من العوامل المهمّة لذلک، هو التّکرار لذلک العمل الذی عوّد الإنسان على القبیح و جعله حسناً.

و قد یُنسب هذا الفعل للشّیطان، ولکن فی الحقیقة، الشّیطان له وسائل متعدّدة للغوایة، و منها التّکرار للقبیح و التعوّد علیه.

—–

«الآیة الخامسة»: لها نفس المحتوى الوارد فی الآیات السابقة، ولکن بتعبیرات جدیدة، حیث قال تعالى، مخاطباً رسوله الکریم: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُمْ بِالاَْخْسَرِینَ أَعْمَالا * الَّذِینَ ضَلَّ سَعْیُهُمْ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَهُمْ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً ).

فالکلام عن المتضرّر الأوّل فی المعرکة، و هو الذی یصرف عمره وفکره وطاقته فی الطّریق الغلط، و هو یحسب أنّه یُحسن صُنعاً، و هو فرحٌ و مسرورٌ و یفتخر بذلک.

فلماذا یُبتلى الإنسان بهذه المصائب؟، لیس ذلک إلاّ لأنّه تعوّد على القبائح، و إتّباع هوى النّفس، و الأنانیة و العجب، فتجعل الحُجب على قلبه وعقله، فلا یرى الحقیقة واضحةً صائبةً کما هی.

و النتیجة لهذا الأمر، جاءت فی الآیة التی بعدها فقال تعالى: (اُولَئِکَ الَّذِینَ کَفَرُوا بِآیاتِ رَبِّهِم وَلِقائِهِ وَحَبِطَتْ أَعْمَالَهُمُ ).

و فسرت الروایات الإسلامیّة، هذه الآیة بتفسیر و تعبیرات متعددة، وکلٌّ منها هو فی الحقیقة مصداقٌ للآیة، فبعضها فسّرت الآیة بالمنکرین لولایة أمیرالمؤمنین(علیه السلام)، و بعضها فسّرت الآیة بالرّهبان المسیحیین، فهم الذین یترکون الدنیا بالکامل و لذائذها، وهم فی الحقیقة مخطئون، و یتحرّکون فی دائرة الفکر والعمل فی الطّریق المنحرف.

و البعض الآخر من الروایات، ذکرت فی تفسیرها أنّهم أهل البدع من المسلمین; واُخرى فسّروها، بخوارج النّهروان، وقال آخرون: أنّها نزلت فی أهل البدع من الیهود و النّصارى، فکلّ هؤلاء الأشخاص على خطأ و أعمالهم ملیئةٌ بالإجرام و الظّلم، ولکنهم کانوا یحسبون أنّهم على صواب.

و تجدر الإشارة إلى أنّ، جملة: «حبطت أعمالهم»، التی جاءت فی ذیل الآیة، هی من مادة «حبط،» و من معانیها المعروفة هو البعیر أو حیوان آخر، یأکل العلف بشراهة، حتى العلف السّام والضار بحیث یؤدی إلى إنتفاخ بطنه، و قد یؤدّی به فی بعض الأحیان للموت، فالبعض یتصور أنّ ذلک هو دلیل على قوته و قدرته، ولکنّ الحقیقة هی غیر ذلک، بل هو المرض بعینه، أو مقدمةٌ لموته، ولکن الجهّال یعتبرونها من القوّة و القدرة.

و قسمٌ من النّاس یبتلون بمثل هذه العاقبة، فیکون کلّ سعیهم و قوتهم لهلاک أنفسهم، و هم یتصورون أنّهم سلکوا طریق السّعادة و الرفاه.

—–

 

«الآیة السادسة»: تتناول مسألة قبول التّوبة من قبل الله تعالى، لمن تتوفر فیهم بعض الشّرائط:

1 ـ الّذین یعملون السّوء بجهالة و لا یعرفون عواقب الذّنوب على نحو الحقیقة.

2 ـ الّذین تابوا بسرعة من أعمالهم القبیحة، فاُولئک الّذین تشملهم الرّحمة الإلهیّة، و یقبل الله تعالى توبتهم، فقال:

(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِینَ یَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَة ثُمَّ یَتُوبُونَ مِنْ قَرِیب فَأُوْلَئِکَ یَتُوبُ اللهُ عَلَیْهِمْ وَکَانَ اللهُ عَلِیماً حَکِیماً ).

والمراد من کلمة «الجهالة»، التی وردت فی الآیه، لیس هو الجهل المطلق الذی یوجب العذر; لأنّ العمل فی حالات الجهل المطلق، لا یعتبر من الذنب، بل هو الجهل النّسبی الذی لا یعلم معه عواقب ومعطیات الذّنوب فی حرکة الواقع والحیاة.

و أمّا جملة: «یتوبون من قریب»، فقال البعض أنّها قبل الموت، ولکن إطلاق کلمة «قریب»، على فترة ما قبل الموت، التی ربّما تستغرق (50) سنة أو أکثر، لا تکون مناسبة لهذا النوع من التّفسیر، و إستدل مؤیّدوا هذه النظریّة، بروایات لا تشیر إلى هذا التفسیر، ولکنّها بیانٌ مستقلٌ و منفصلٌ عنه.

و قال البعض الآخر، إنّها الزّمان القریب لإرتکاب الذّنب، حتى تمسح التوبة الآثار السّیئة للذنب فی روح و نفس الإنسان، و فی غیر هذه الصّورة، فستبقى الآثار فی القلب، وهو ما یناسب کلمة القریب عُرفاً و لغةً.

—–

«الآیة السابعة»: تناولت مسألة الزکاة ومعطیاتها، فجاء الأمر للرّسول الکریم: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً ).

و یتحدث القرآن الکریم عن الزّکاة، و بیان معطیاتها الأخلاقیّة و المعنویّة، فی خطّ التربیة، ویقول: (تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَکِّیهِمْ بِهَا ).

نعم، فإنّ دفع الزکاة یحدّ من الرّکون إلى الدنیا وزخارفها، ویقمع البخل فی واقع النفس البشریّة، و یحث الإنسان على مراعاة حقوق الآخرین، و یغرس فیه حبّ السّخاء و الإنسانیّة.

و علاوةً على ذلک، فإن دفع الزّکاة یقف بوجه المفاسد النّاشئة عن الفقر والحرمان، و بأداء تلک الفریضة الإلهیّة، نکون قد شارکنا فی إزالتها نهائیاً، من واقع المجتمع، لذلک فإنّ الزّکاة تسهم فی رفع الرّذیلة والفقر فی حرکة الإنسان والحیاة، و تُحلّی الإنسان بالفضائل الأخلاقیّة، و هذا الأخیر هو موضوع بحثنا، و هو دور العمل الصّالح و الطّالح، فی تحریک عناصر الخیر و الشّر، و الفضائل و الرذائل الأخلاقیة، فی واقع الإنسان و المجتمع.

و جاء نفس هذا التعیبر بشکل آخر فی آیة الحجاب فیقول تعال: (إذا سَألُتمُوُهُنَّ مَتاعاً فَاسأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجابِ ذَلِکُمْ أَطْهَرُ لَقُلُوبِکُمْ وَقُلُوبِهِنَّ )(5).

فهذه الآیة الشّریفة، تبیّن بوضوح أنّ التعفف فی العمل یبعث على طهارة ونظافة القلب، وبالعکس فإنّ الجرأة على إرتکاب المنکر و عدم الحیاء، یلوّث روح و قلب الإنسان، و یعمّق فی نفسه المیل إلى الرذائل الأخلاقیّة.

 

6 ـ علاقة العمل بالأخلاقالنّتیجة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma