4 ـ معطیّات العلم و المعرفة فی التربیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
الأخلاق والتربیة فی الأحایث الإسلامیّة1 ـ الجهل مصدرٌ للفساد و الإنحراف

ومن العوامل الاُخرى، فی عملیّة تهذیب الأخلاق وترشیدها، هو الصعود بالمستوى العلمی والمعرفی للأفراد، فإنّ التجربة أثبتت أنّ الإنسان، کلّما إرتقى مستواه فی دائرة العلوم والمعارف الإلهیّة، أینعت سجایاه الإنسانیّة، و تفتحت فضائله الأخلاقیّة، و العکس صحیح، فإنّ الجهل وفقدان المعارف الإلهیّة، یؤثر تأثیراً شدیداً على دعامات و اُسس الفضیلة، و یهبط بالمستوى الأخلاقی للفرد، فی خطّ الإنحراف و الباطل.

و فی بدایة هذا الکتاب، فی مبحث علاقة العلم بـالإخلاق، ذکرنا أبحاثاً مختصرةً عن الأواصر الحاکمة بین هذین العاملین، و أشرنا إلى أنّ بعض الفلاسفة و العلماء، بالغوا فی الأمر و إدعوا أنّ: «العلم یساوی الأخلاق».

وبعبارة اُخرى: أنّ العلم أو الحکمة و المعرفة، هی المنبع الرّئیسی للأخلاق، «کما نُقل عن سقراط الحکیم»، و أنّ الرّذائل الأخلاقیّة سببها الجهل.

فمثلاً المتکبّر و الحاسد، إنّما إبتلى بهذین الرذیلتین، بسبب عدم علمه بواقع الحال، فلا توجد عنده صورةٌ واضحةٌ عن أضرارهما وتبعاتهما السلبیّة، على واقع الإنسان الدّاخلی، ویقولون أنّه لا یوجد إنسان یخطو خطوةً نحو القبائح عن و عی و علم بها.

و بناءً على ذلک، إذا تمّ الصّعود بالمستوى العلمی لدى أفراد المجتمع، فإنّ ذلک بإمکانه، أن یکون عاملاً مساعداً، لتشیید صرح الهیکل الأخلاقی السّلیم فی المجتمع.

و بالطّبع فإنّ هذا الکلام فیه نوع من المُغالاة و المُبالغة، و یُنظر للمسألة من زوایة خاصّة، رغم أننا لا ننکر أنّ العلم یُعدّ من العوامل المهمّة لتهیئة الأرضیّة، و خَلقِ الأجواء الملائمة لِسیادة الأخلاق، بناءً على ذلک فإنّ الأفراد الاُمیّین و الجهلة، یکونون أقرب إلى منحدر الضّلالة والخطیئة، وأمّا العلماء الواعون، فیکونون على بصیرة من أمرهم ویبتعدون عن الرّذیلة، من موقع الوضوح فی الرّؤیة، ولا ننسى أنّ لکلّ قاعدة شَواذ.

و قد ورد فی القرآن الکریم هذا المعنى، فی بیان الهدف من البعثة: (هُوَ الَّذِی بَعَثَ فِی الاُْمِّیِّینَ رَسُولا مِنْهُمْ یَتْلُو عَلَیْهِمْ آیَاتِهِ وَیُزَکِّیهِمْ وَیُعَلِّمُهُمْ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَإِنْ کَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِی ضَلاَل مُبِین )(1).

و بناءً على ذلک، فإنّ النّجاة من الضّلال المبین، و الطّهارة من الأخلاق الرّذیلة و الذنوب، تأتی بعد تلاوة الکتاب المجید، و تعلیم الکتاب والحکمة، و هو دلیلٌ واضحٌ على وجود العلاقة و الإرتباط بین الإثنین.

و قد أوردنا فی الجزء الأوّل من الدّورة الاُولى من نفحات القرآن الکریم، شواهد حیّةً و کثیرةً من الآیات القرآنیة، حول علاقة العِلم والمعرفة بالفضائل الأخلاقیّة، و کذلک علاقة الجهل بالرذائل الأخلاقیّة، ونشیر هنا بشکل مختصرٌ إلى عشرة نماذج منها:

 

الأخلاق والتربیة فی الأحایث الإسلامیّة1 ـ الجهل مصدرٌ للفساد و الإنحراف
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma