علاجُ الرِّیاء

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
علامات المُرائیهل النّشاط فی العبادة یُنافی الإخلاص؟

یوجد طریقان لِمُعالجة حالة الرّیاء، فالرّیاء مَثَلُه کَمَثَلِ سائر الأخلاق السلبیّة و السّلوکیّات الذّمیمة، ففی بادىء الأمر، علینا التّرکیز على معرفةِ العِلَل، و جذور هذه الحالة السّلبیة فی الواقع النّفسی، لأجل القضاء علیها، ثم التّحرک نحو دراسة عواقبها المؤلمة، و الکشف عنها فی عملیّة التّصدی لها، و توخی جانب الحَذر منها.

بالطّبع لقد أشرنا آنفاً، أنّ الرّیاء هو: «الشّرک الأفعالی»، و الغفلة عن حقیقة التّوحید، فإذا ما تأصلت حقیقة التّوحید الأفعالی فی قلوبنا، و إستحکمت فی نفوسنا، و إستیقنّا أنّ العزّة لله جمیعاً، من موقع المشاهدة الوجدانیة، و رأینا أنّ الرّزق والضرّ و النّفع بیده و هو المسخّر للقلوب، فسوف لن نختار سواه بدلاً، ولن نُدنّس أنفسنا و أفعالنا بحالة الرّیاء الشّنیعة، التی لا تنسجم مع خطّ التّوحید فی دائرة الأفعال، فالذی یعیش الیقین الرّاسخ بهذه الحقیقة، و هی أنّ مَنْ یکون مع الله تعالى، یکون کلّ شیء معه، و بدونه فهو لا شیء، ویرى بعین البصیرة، مِصداق قوله تعالى: (إِنْ یَنْصُرْکُمْ اللهُ فَلاَ غَالِبَ لَکُمْ وَإِنْ یَخْذُلْکُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِی یَنْصُرُکُمْ مِنْ بَعْدِهِ )(1).

وإذا أدرکنا هذه الحقیقة القرآنیة التی تقرر أنّ العزّة لله تعالى: (أَیَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِِ جَمِیعاً )(2).

أجل إذا ترسّخَ الإیمان بهذه الحقائق الإیمانیّة فی أعماق الرّوح، فلا یجد الإنسان فی نفسه باعثاً على الرّیاء و النّفاق، و کسب الجاه والمقام لدى الناس و المُفاخرة و المُباهاة.

و قال بعض علماء الأخلاق، إنّ دعامة الرّیاء وأساسِه هو حبّ الجاه و المُقام، و عند تحلیلنا لمفهوم الرّیاء، نجد أنّه یتکون من ثلاثة أرکان:

«حبّ الثّناء والمدح من الناس»، و «الفرار من مذمّتهم»، و «الطّمع لِما فی أیدیهم».

ثم یضرب لذلک مثلاً و هو المجاهد فی سبیل الله، فتارةً یکون قصدُه المُباهاة و المفاخرة، و إظهار شجاعته وبطولاته للناس، واُخرى خوفاً من أن یتّهمه الناس بالجُبن و الخوف، و ثالثةً یکون دافعه الحصول على الغنائم، و الفائز الوحید، هو الذی یدافع عن الحقّ و الدّین لا غیر.

هذا من جهة، و من جهة اُخرى، عندما یتأمل الإنسان فی سلبیات الرّیاء و أضراره ونتائجه القاتلة، نرى أنّه کالنّار التی تقع على عبادات الإنسان و طاعاته، فتحوّلها إلى رماد تذروه الرّیاح، ولا یقتصر الأمر على ذلک فحسب، بل هو ذنبٌ عظیمٌ یسوّد وجه صاحبه فی الدّنیا و الآخرة...

الرّیاء: حشرة الإرضة التی تَنخر دَعامات بیت سعادة الإنسان، لینهار به فی واد سحیق من الشّقاء و الظلاّم..

و الرّیاء بدوره نوعٌ من أنواع الکفر و النّفاق و الشّرک...

و الرّیاء یسحق الشّخصیّة و الحریّة و الکرامة، و أشدّ النّاس بؤساً یوم القیامة، المراؤون.

فهذه حقائقٌ تردع الإنسان، و تبعده عن ذلک الأمر الشّینع.

و لا ننسى أنّ المرائی سیفتَضِح، إن عاجلاً أو آجلاً فی هذه الدّنیا، و ستظهر حقیقته الزّائفة على فلتات لسانه و شَطحات کلماته، وهذا العامل له قسطٌ من التأثیر فی عملیّة الرّدع النّفسی، لحالة الرّیاء فی واقع الإنسان، مضافاً إلى أنّ لذّة العمل الصالح، و النیّة الطیّبة التی تطرأ على الإنسان، لا تقاس بشیء، و هو أمرٌ یکفی لإخلاص النیّة.

و یعتقد البعض، أنّ إحدى طرق المعالجة، هی السّعی إلى إخفاء العبادات و الحسنات، و لا یُمارسها فی العلن، لیتخلّص تدریجیّاً من هذه العقدة المستعصیّة فی الذّات المرائیّة.

ولکن هذا لا یعنی، عدم الحضور فی صلاة الجَماعة و الجُمعة و الحج، لأنّها تعدّ أیضاً خسارةً کُبرى لا تُعوّض.

—–


1. سورة آل عمران، الآیة 160.
2. سورة النّساء، الآیة 139.

 

علامات المُرائیهل النّشاط فی العبادة یُنافی الإخلاص؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma