2 ـ التّأثیر المتقابل بین (الأخلاق و(السّلوک)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
الجوابالتّأثیر المتقابل للأخلاق والعمل فی الأحادیث الإسلامیّة

علاقة الأخلاق والعمل، وتأثیر الأخلاق فی السّلوک أمر لا یخفى على أحد، لأنّ الأعمال عادةً تنبع من الصّفات الداخلیّة فی النّفس الإنسانیة، فالشّخص الذی تسیطر حالة البخل والحسد و الکِبَر على قلبه و فکره و روحه، فمن الطّبیعی أن تکون أعماله على نفس الشّاکلة، فالحسود یتحرک فی أعماله دائماً من موضع هذه الخصلة الذمیمة، التی هی کالشّعلة المتّقدة فی روحه، تسلب الرّاحة منه، وکذلک الأفراد المتکبرین، مشیتهم وکلامهم و قیامهم و قعودهم، کلّها تعطی حالة الغرور فیهم، و تشیر إلى روح التَّکبر فی نفوسهم، و هذا الحکم یشمل الصفات، و الأخلاقیّة الصّالحة والطالحة على السّواء.

و لأجل ذلک، یعتبر بعض المحقّقین مثل هذه الأعمال، أعمالاً أخلاقیة، یعنی أعمال تنشأ من الأخلاق الصّالحة و الطّالحة بصورة بحتة، وفی مقابل الأعمال التی تصدر أحیاناً من الإنسان، تحت تأثیر الأمر بالمعروف و النّهی عن المنکر، و الإرشاد و النّصح مثلاً، من دون أن یکون لها جذر أخلاقی، وطبعاً مثل هذه الأعمال تعتبر أقلّ بالنسبة للأعمال الأخلاقیّة.

و هنا یمکن أن نستنتج، أنّه ولأجل إصلاح المجتمع وإصلاح أعمال الناس، یتوجب علینا إصلاح جذور الأعمال الأخلاقیّة، لأنّ أغلب الأعمال تعتمد على الجذور الأخلاقیّة، وعلى هذا کان أکثر سعی الأنبیاء(علیهم السلام) والمصلحین الإجتماعیین الإسلامیین، یصبّ فی هذا السبیل، لأنّه و بالتّربیة الصّحیحة، تنمو وتتبلور الفضائل الأخلاقیّة فی کلّ فرد من أفراد المجتمع، و تصل الرذائل إلى أدنى الحدود، وبذلک یمکن إصلاح الأعمال التی تترشح من الصّفات الأخلاقیّة، و الإشارة فی بعض الآیات القرآنیة إلى «التّزکیة»، تصبّ فی هذا المصب أیضاً، هذا من جهة:

و من جهة اُخرى، أنّ التّکرار لفعل ما یمکن أن یکون له الأثر فی تکوین الأخلاق، لأنّ کلّ فعل یفعله الإنسان سیؤثر فی روحه و نفسه، و سیعمِّق ذلک الأثر حتى یصبح عادةً، وإذا تکرّر بصورة أکبر فسیتعدّى مرحلة العادة، و یتبدّل إلى «مَلَکة» و «حالة»، تدخل فی الخصوصیّات الأخلاقیّة للإنسان.

و على ذلک، فإنّ العمل والأخلاق لهما تأثیرٌ مُتقابل، ویمکن أن یکون أحدهما سبباً للآخر.

ولهذه المسألة شواهدٌ کثیرةٌ فی القرآن الکریم منها:

1 ـ فی الآیة (14) من سورة «المطفّفین»، وبعد الإشارة إلى الصفات القبیحة لطائفة من أهل النار، و المعذبین، قال الله تعالى: (کَلاّ بَل رانَ عَلى قُلُوبِهِم ما کَانُوا یَکْسِبُونَ ).

وهذه الآیة دلیلٌ على أنّ الأعمال القبیحة تجثم على القلب، کما یجثم الصّدأ على الحدید، و تُزیل النّور و الصّفاء الفطری الدّاخلی للإنسان و تُطفئهُ، وتصوغه بقالبها.

2 - فی الآیة (81) من سورة البقرة قال الله تعالى: (بَلى مَن کَسَبَ سَیّئةً وَأحاطَتْ بِهِ خَطِیئَتُهُ فَاُولئِکَ أصحابِ النّارِ هُم فِیها خالِدُونَ ).

والقصد من الإحاطة للخطیئة، هو تراکم إفرازات الخطیئة فی نفس الإنسان حتى تصل النّفس إلى مرحلة الختم، و الطّبع، و تتطبّع بالذنوب، فلا یُفید فیها النّصح و الموعظة و لا الإرشاد، و کأنّه قد تغیّرت ماهیّة ذلک الإنسان، و صفاته الإخلاقیة فی واقعه النفسی، بل و بالإصرار على الذّنوب، فإن المعتقدات الدینیّة للفرد ستطالها ید التّغییر أیضاً.

کما وأشارت الآیة (7) من سورة البقرة الواردة فی بعض الکفار المعاندین، إلى هذا المعنى أیضاً، حیث تقول: (خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِم وَعَلَى سَمعِهِم وَعَلى أَبصارِهِم غِشاوةٌ وَلَهُم عَذابٌ عَظِیمٌ ).

ومن الواضح أنّ الباری تعالى شأنه: لا یتعامل مع أحد من الناس من موقع العداوة و الخُصومة، ولکنّ الواقع أنّ آثار أعمال الناس هی التی تضع الحُجب والحواجز على الحواسّ، فلا تُدرک الحقیقة، (و نسبة هذه الاُمور للباری تعالى، إنّما هو لأجل أنّ الله تعالى هو مُسبّب الأسباب و کلّ شیء إنّما یصدر عن ذاته المقدّسة).

و فی الآیة (10) من سورة «الرّوم» یتعدى ذلک و یقول الله تعالى: إنّ الأفعال السیّئة تغیّر عقیدة الإنسان و تُؤدی به إلى الحضیض: (ثُمَّ کَانَ عـاقِبَةُ الَّذِینَ أساءوا السُّوأى أنْ کَذَّبُوا بِآیاتِ اللهِ وَ کَانُوا بِهایَستهزءُونَ ).

و منها یتبیّن أنّ الأعمال و الصّفات القبیحة وإرتکاب الذنوب، إذا ما أصرّ و إستمرّ علیها الإنسان، ستمتد إلى أعماق نفس الإنسان، و لا تؤثّر على أخلاقه فحسب، بل تقلب عقائده رأساً على عقب أیضاً.

و نقرأ فی آیة اُخرى من القرآن الکریم: أنّ الإصرار على الذنب وتکراره وسوء العمل، یُمیت عند الإنسان حسّ الّتمییز و التّشخیص، بحیث یرى الحسن قبیحاً والقبیح حَسناً، فنقرأ فی الآیة (103 و 104) من سورة الکهف حیث تقول: (هَلْ نُنَبِّئُکُم بِالأخسَرِینَ أَعمالا الّذینَ ضَلَّ سَعیُهُم فِی الحَیاةِ الدُّنیـا وَهُم یَحْسِبُونَ أَنّهُم یُحْسِنُونَ صُنعاً ).

3 - و فی آیة اُخرى یصرح القرآن الکریم بأن الإصرار على الکذب و خُلف الوعد مع الله سبحانه، سیورث الإنسان صفة النّفاق فی قلبه، فیقول الله تعالى: (فأَعقَبَهُم نِفاقاً فِی قُلُوبِهِم إلى یَومِ یَلقَونَهُ بِمـا أَخلَفُوا اللهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما کَانُوا یَکذِبُونَ ).

ویعلم القاری الکریم أنّ (یکذَّبون ): هو فعل مضارع ویدل على الإستمرار، حیث یُبیّن تأثیر هذا العمل السّیء و هو الکذب فی ظهور روح النّفاق; لأننا نعلم أنّ الکذب و خاصّةً فی لباس الإنسان الصادق، لیس هو إلاّ إختلاف الظّاهر و البّاطن، و النّفاق الباطنی هو تبدیل هذه الحالة إلى ملکة.

 

الجوابالتّأثیر المتقابل للأخلاق والعمل فی الأحادیث الإسلامیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma