الخُطوة التّاسعة: العبادة و الدّعاء تصقل مرآة القلب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
موانع معرفة النّفستفسیر و إستنتاج

الخُطوة الاُخرى، هی العبادة و الدّعاء، و لأجل التّعرف على دور، العِبادة و الدّعاء فی بناء و تهذیب النّفوس، علینا أولاً التّعرف، على حقیقة ومفهوم العبادة و الدّعاء.

الواقع أنّ الحدیث عن هذا الموضوع، طویلٌ وعریضٌ، وقد تناوله العلماءُ، العظماءُ، فی کتبهم الأخلاقیّة والتفسیریّة و الفقهیّة، بصورة مُفصّلة ووافیة، ولکن یمکن القول و بإختصار شدید: علینا قبل معرفة حقیقة العبادةِ و مفهومها، أوّلاً أن ندرس مفهوم کلمة «عبد»، و هی الأصل و الجَذر اللّغوی، لکلمة: «العِبادة».

«العبُد» لُغة تُطلق على الإنسان، الذی لا حول له ولا قوّة، فی مقابِل مولاه، فإرادته تابعةٌ لإرادة مَولاه، ولا یملک شیئاً فی عرضِ ما یملکه مولاه، و لا حقَّ له فی التّقصیر فی طاعة سیّده.

و علیه فإنّ العبودیة، هی آخر وأقصى مراحل الخُضوع والخُشوع، فی مقابل السیّد، حیث إنّ کلّ شیء فی حیاته یراهُ من هبته و إنعامه و إکرامه، ومن هنا یتبیّن لنا بوضوح، أنّه لا أحد یستحقّ هذه الدّرجة من العِبادة، و یکون مَعبوداً سوى الله تعالى، فهو الفَیض اللاّمتناهی الذی لا ینقطع أبداً.

و من بُعد آخر، أنّ «العُبودیّة»: هی قمّة و نهایة التّکامل المعنوی، للرّوح فی حرکة التّکامل المعنوی للإنسان، و غایةُ ما یطمح إلیه الإنسان، من حالة القُرب من الله تعالى، و التّسلیم المُطلق لِلذات المُقدسة، فالعبادة لا تنحصر بالرّکوع و السّجود و القیام و القُعود، بل إنّ روح العِبادة هی التّسلیم المطلق لله تعالى، و لذاته المُقدسة و المَنزّهة من کلٍّ عیب و نقص.

و من البدیهی أنّ العبادة، هی أفضل وسیلة للرّقی المعنوی، و تحصیل الکَمال المطلق، فی حرکة الإنسان والحیاة، وتقف حائلاً أمام کلّ رذیلة، فإنّ الإنسان یسعى لِلقُرب من معبوده، لِتَتَجلى فی نفسه إشعاعاتٌ من نور قُدسه و جَلاله و جَماله، و یکون مظهراً و مرآةً لصفات الجمال و الکَمال الإلهیّة، فی واقعه النّفسی و سلوکه العملی.

و فی حدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام)، أنّه قال: «العبُودِیّةُ جَوهَرَةٌ کُنْهُها الرُّبُوبِیَّةُ»(1).

 

و هو إشارة لتلک الإنعکاسة الربّانیة، التی تتجلّى فی العبد جرّاء العِبادة الخالصةِ، المنفتحة على الله، حیث یصل بواسطتها إلى درجات من الرّقی و الکمال، بحیث یمکنه معها السّیطرة على الکَون، و یکون صاحبٌ بالولایة التَّکوینیّة، أو هو: کالحدید الأسود، الذی یحمّر جرّاء مجاورته لِلنار، وهذه الحرارة و النّورانیة لیست من ذاته، لکنّها من معطیات تلک النار.

و منها نعود لِلقرآن الکریم، لنستوحی ممّا فیه من آیات حول العبادة، و ما لها من دور فی تنمیة الفضائل الأخلاقیة:

1 ـ (یَا أَیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّکُمْ الَّذِی خَلَقَکُمْ وَالَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ )(2).

2 ـ (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُتِبَ عَلَیْکُمْ الصِّیَامُ کَمَا کُتِبَ عَلَى الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ )(3).

3 ـ (وَأَقِمْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْکَرِ )(4).

4 ـ (إِنَّ الاِْنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً * إِلاَّ الْمُصَلِّینَ * الَّذِینَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ )(5).

5 ـ (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَکِّیهِمْ بِهَا )(6).

6 ـ (الَّذِینَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِکْرِ اللهِ أَلاَ بِذِکْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )(7).

7 ـ (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَعِینُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِینَ )(8).


1. مصباح الشّریعة، ص536، نقلاً عن میزان الحکمة، مادة «عبد».
2. سورة البقرة، الآیة 21.
3. سورة البقرة، الآیة 183.
4. سورة العنکبوت، الآیة 45.
5. سورة المعارج، الآیة 19 إلى 24.
6. سورة التّوبة، الآیة 103.
7. سورة الرّعد، الآیة 28.
8. سورة البقرة، الآیة 153.

 

موانع معرفة النّفستفسیر و إستنتاج
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma