3 ـ حِفظ اللّسان: «التفکّر أولاً ثّم الکَلام»

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 1
2 ـ السّکوتالخُطوة الثّامنة: معرفة الله تعالى و معرفة النّفس

إذا فکّر الإنسان فی مضمون کلامه، و دوافعه و نتائجه، فسیکون بإمکانه أن یَتجنّب کثیراً من الشّطحات، و الذّنوب التی تنطلق من موقع الغفلة، نعم فإنّ إطلاق العِنان لِلّسان من موقع اللاّمبالاة و الإستهانة، بإمکانه أن یوقعه فی أنواع الذّنوب و المَهالک فی حرکةِ الحیاة.

 

وَ وَرد فی حدیث عن الرسول الکریم(صلى الله علیه وآله)، أنّه قال:

«إِنَّ لِسانَ المُؤمِنِ وَراءَ قَلْبِهِ، فَإِذا أَرادَ أَنْ یَتَکَلَّمَ بِشیء تَدَبِّرَهُ بِقَلْبِهِ، ثُمَّ أَمضاهُ بِلِسانِهِ و
إنَّ لِسانَ المُنافِقِ أَمامَ قَلْبِهِ، فَإِذا هَمَّ بِشیء أَمضاهُ بِلِسانِهِ وَلَم یَتَدَبَّرْهُ بِقَلْبِهِ»(1).

وَ وَرد نفسُ هذا المعنى، مع بعض الإختلاف فی کلمات أمیرالمؤمنین(علیه السلام)، فی الخُطبة (176) من نهج البلاغة.

و نقرأ فی تعبیر آخر ورد عن الإمام الحسن العسکری(علیه السلام)، أنّه قال: «قَلْبُ الأَحْمَقِ فی فَمِهِ، وَفَمُ الحَکِیمِ فِی قَلْبِهِ»(2).

فَمن البَدیهی، أنّ المراد من القلب هُنا هو العقل والفکر، وَ وُجود اللّسان فی موقع الأمام أو الخلف، هو کنایةٌ عن التدبّر والتفکّر فی محتوى الکلمات و الألفاظ، قبل النّطق بها، و بالفِعل کم یکون جمیلاً، لو أنّنا حسبنا لکلامنا حسابه، و فکّرنا فی کلّ کلمة نرید أن نقولها، و الدّوافع و النّتائج التی ستعقبها، و هل أنّها من اللّغو أو ممّا یفضی إلى إیذاء مؤمن، أو إلى تأیید ظالم وأمثال ذلک، أو أنّها تنطلق من موقع الدّوافع الإلهیّة، و لغرض حمایة المظلوم، و فی طریقٌ الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، و کسب مَرضاة الله تعالى؟!.

ونَختم هذا الکلام، بحدیث جامع لجمیع الموارد المذکورة آنفاً، یمنح قلب الإنسان نوراً و صفاءً، و قد ورد عن أمیر المؤمنین(علیه السلام) أنّه قال:

«إِنْ أَحبَبتَ سَلامَةَ نَفْسِکَ وَسَترَ مَعایبِکَ، فَاقْلِل کَلامَکَ وَأَکْثِر صَمْتَکَ، یَتَوفَّرْ فِکْرُکَ وَیَستَنِرُ قَلْبُکَ».(3)

هذه هی خلاصة دور اللّسان فی تهذیب النّفس، وطهارة الأخلاق و الاُصول الکلّیة لحفظ اللّسان، و بالطّبع سوف نقدم شرحاً وافیاً، لتفاصیل أهمّ الإنحرافات و الذّنوب اللّسانیّة، کالغیبة و التّهمة والکَذب والَنمیمة ونشر الأکاذیب و إشاعة الفحشاء، وذلک فی المجلّد الثانی من الکتاب، إن شاء الله تعالى، بعد الإنتهاء من بیان الاُصول الکلّیة لِلقیم الأخلاقیّة.

—–

 


1. المحجّة البیضاء، ج5، ص195.
2. بحار الأنوار، ج75، ص374.
3. غُرر الحکم، ص216، ص4252.

 

2 ـ السّکوتالخُطوة الثّامنة: معرفة الله تعالى و معرفة النّفس
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma