هل هی للشخص النادم على الذنب ؟ فهذا فی غنىً عن الشفاعة لأنّ التوبة تعنی الندم وهی سبب الخلاص ، وإذا وجدت التوبة فما الحاجة للشفاعة ؟ وإن کانت للعاصی غیر النادم على الذنب ، الذی یقف أمامه بکل صلافة وجسارة ، فمثل هذا الشخص لا یستحق الشفاعة وهو لیس مصداقا لقوله ( لِمَنْ ارْتَضَى ) فی الآیة 28 من سورة الأنبیاء!؟
الجواب :
أوّل : إنّ للتوبة شروطه ، وکثیراً ما یخفق الإنسان فی انجاز کل تلک الشروط ، لأنّ عدداً من الآیات القرآنیة نصّت على أنّ التوبة اصلاح الماضی ، أی لو أنّ أحداً کان یرتکب الذنوب لسنوات متمادیاً ویدخل باب التوبة نادماً، یجب علیه إصلاح ما مضى سواءً کان حق الله بعمل الخیر ، أو کان حق الناس فیجب علیه أداؤه عن آخره ، وعلى هذا فالتوبة وخلافاً للتصور السائد لا تقتصر على الندم لوحده .
وما أکثر الناس الذین یفشلون فی تحقیق هذا الإصلاح ، بینما هو غارق فی الندم فینقطع أمله فی الشفاعة ویسقط فی الیأس من الغفران ، وإن هو یَئِسَ توغل أکثر فی ارتکاب الذنب .
ثانی : قد یکون الشخص قد ارتکب الکثیر من الذنوب إلاّ أنّ الحظ لم یحالفه فی التوبة والندم ، فإن شعر بإمکان الأخذ بیده یوم القیامة على ید الشُفعاء شریطة هجر بقیة الذنوب أو القیام بأعمال الخیر ، فهذا سیشجعه على أقل تقدیر على ترک الذنوب الاُخرى وفعل عمل الخیر .