هناک من یقول: إنّ المادة لیست خالدة حتّى تتعرض للثواب الأبدی أو العقاب الأبدی. وبعبارة اُخرى إنّ فناء المادّة لا یتناسب وخلود الثواب والعقاب .
ولیس هناک صعوبة کبیرة للرد على هذا الاعتراض، فلا یوجد شیء فی العالم سوى ذاته المقدّسة ـ أبدی بالذات . بل إنّ کل ذرّات العالم (سوى ذاته) فانیة والبقاء لا یصُح إلاّ لها، لکن ذلک لا یمنع أن تکون الموجودات الإمکانیة أبدیّة بالغیر . أی إنّ الله تعالى یمدّها دوماً بأسباب البقاء وکلما استهلکت تجددت، أو کما یُعبّر عنه فی الفلسفة أنّ «الإمکان بالذّات» لا یتنافى مع «الوجوب بالغیر» . (تأمل جیداً) .
أی کما أنّ الله سبحانه وتعالى یمد الجنّة والنّار دوماً بأسباب الوجود ویجعلهما باقیتان قائمتان دائم ، فکذلک تکون أجسام أهل الجنّة وأهل النّار مشمُولة بهذا القانون إذ تبقى قائمة دوماً بالامداد الإلهی حتّى تلقى جزاءها الأبدی من عقاب أو ثواب، وخلاصة القول: إنّ الفناء یحصل فی حالة عدم وجود امداد خارجی وانعدام التجدد .