7 ـ الهجرة والجهاد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
6 ـ السابقون إلى الإیمان 8 ـ الصبر والتحمل عند الشدائد

الهجرة بمعنى الابتعاد عن بؤرة الکفر والشرک والظلم والمعاصی ، وتکون فی کثیر من الموارد السبیل الوحید لخلاص المؤمنین والصالحین وانقاذهم من معاناتهم ، فهم یبتعدون عن أجواء محیطهم الملوث لیعملوا على بناء أنفسهم وإعدادها من أجل تعبئة کافة إمکاناتهم وطاقاتهم للهجوم على أعداء الله من کافرین ومشرکین وظلمة، ولقد هاجر المسلمون مرّتین فی عصر صدر الإسلام ، الهجرة الاُولى (هجرة الحبشة) وهی هجرة خاصة حیث هاجرت مجموعة من المسلمین من مکة إلى الحبشة ، والهجرة الثانیه (هجرة عامة) من مکة إلى المدینة وتعتبر هذه الهجرة بدایة فصل جدید فی تاریخ الإسلام ، ومن البدیهی أن ترک المنازل والممتلکات والأهل والأقارب والأصدقاء والوطن الذی نشأ فیه المرء وترعرع فیه أمر عسیر للغایة، هذا من جهة، ومن جهة اُخرى، مواجهة المشاکل لغرض الاعداد للجهاد والهجوم على مواطن الکفر والفساد، لذا فإنّ القرآن الکریم وعد المهاجرین بأعظم الدرجات وبشرهم برحمته ورضاه: (وَجَنَّات لَهُمْ فِیهَا نَعِیمٌ مُّقِیمٌ ) .

وقال تعالى: (الَّذِینَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِى سَبِیلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولَئِکَ هُمُ الْفَائِزُونَ * یُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَة مِّنهُ وَرِضْوَان وَجَنَّات لَّهُمْ فِیهَا نَعِیمٌ مُّقِیمٌ ).(1) (التوبة / 20 ـ 21)

تتحدث الآیتان الکریمتان عن ثلاث صفات (الإیمان ، الهجرة ، الجهاد ) طبعاً أنّ کل واحدة من هذه الصفات ترتبط مع الاُخرى برابطة العلة والمعلول فکان إیمانهم هو السبب فی هجرتهم وهجرتهم مقدمة لجهادهم وجعل الله سبحانه وتعالى جزاءهم ثلاثة اُمور هی (الرحمة الإلهیّة) و(الرضوان) و(جنات النعیم) وبهذا فقد جعل الله سبحانه وتعالى مقابل کل صفة اجراً عظیماً، فالإیمان یستوجب مغفرة الذنوب والهجرة تستوجب جلب الرضوان الإلهی والجهاد بالأموال والأنفس هو السبب فی دخلوهم جنات النعیم .

روى الحاکم أبو القاسم الحسکانی قال: «بینما شیبة والعباس یتفاخران إذ مرّ علیهما علی بن أبی طالب (علیه السلام) قال: بِمَ تفخران ؟ قال العباس : لقد أوتیت من الفضل مالم یؤت أحد، سقایة الحاج، وقال شیبة : أوتیت عمارة المسجد الحرام . وقال علی (علیه السلام): وأنا أقول لکما لقد أوتیت على صغری ما لم تؤتیا. فقال : وما أوتیت یاعلی ؟ قال: ضربت خرطومیکمابالسیف حتى آمنتما بالله تبارک وتعالى ورسوله فنزل جبرائیل (علیه السلام) بالآیة (اَجَعلتم سِقایةَ ... ) » (2) .

وللمفسرین بحوث کثیرة فی مسألة (کیف اعتبر القرآن درجة الذین هاجروا وجاهدوا أعلى من درجة غیر المؤمنین ؟ فی حین أنّ (غیر المؤمنین) لیس لهم أیة درجة أصلاً) .

یمکن القول فی جواب قصیر إنّ المراد بیان أنّ النسبة بینهما هی نسبة الأفضل إلى من لا فضل له وهذا کثیر فی مورد الصفات التفضیلة کقوله تعالى: (وَلَعَبدٌ مُّؤمِنٌ خَیرٌ مِّن مُّشرِک ). (البقرة / 221)

ویلاحظ أمثال هذا التعبیر الکثیر فی القرآن والروایات وکلام العرب .

والخلاصة : أنّ نفس عمل سقایة الحجیج وعمارة المسجد الحرام عمل حسن من أی شخص کان أمّا إذا کان الفاعل کافراً أو مشرکاً فلا قیمة له ، حیث إنّ الکفر والشرک یحبطان الأعمال الصالحة .


1. لقد ورد هذا المعنى فی الآیة 100 من سورة التوبة.
2. شواهد التنزیل لابی القاسم الحسکانی ، ذیل الآیة مورد البحث ص 244 فما بعده . ولقد ورد نفس المضمون بشیء من الاختلاف فی کتب کثیرة لأهل السنّة راجع إحقاق الحق، ج 3، ص 122 و 127 . 

 

6 ـ السابقون إلى الإیمان 8 ـ الصبر والتحمل عند الشدائد
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma