هددت الآیات القرآنیة آکلی الربا أیضاً بالعذاب الأبدی ، فقالت : (فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَاسَلَفَ وَاَمْرُهُ اِلَى اللهِ وَمَنْ عَادَ فَاُولَئِکَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِیهَا خَالِدُونَ ). (البقرة / 275)
وهنا یعترضنا أیضاً سؤال وهو : کیف یخلد هذا الفریق فی النّار بینما الذنب الکبیر لا یستوجب لوحده الخلود فی النّار ؟
الاِجابة عن هذا السؤال هنا أبسط، وذلک لأنّ نص الآیة (فی الجمل السابقة) یشیر إلى منکری تحریم الرب ، الذین کانوا یقولون : ما الفرق بین البیع والرب ولماذا أحلَّ الله أحدهما وحرّم الآخر ، فی حین أنّ الفارق بینهما واضح ، فالبیع والشراء والتجارة والأعمال المشابهة کلها تصب فی مصلحة المجتمع ، وهی من النشاطات الاقتصادیة السلیمة ، أمّا الربا فهو ضار بالمجتمع ، ولهذا الموضوع شرح واسع تطرقنا إلیه فی مکانه المناسب .