لو أمعنا النظر فی ما قیل سابقاً فی تفسیر مفهوم الشفاعة لتوصّلنا وبکل سهولة إلى نتیجة مفادها أنّ الشفاعة مرهونة بوجود نوع من العلاقة بین الشفیع والمشفوع له ، وهی رابطة معنویة منبثقة من الإیمان وبعض الخصال الفاضلة وفعل الحسنات .
ومن المؤکد أنّ الذی یرجو الشفاعة یسعى دوماً لإقامة نوع من العلاقة مع الشفعاء وفعل ما یرضیهم ولا ینسف جسور العودة من خلفه ، ولا یفسخ عرى الصداقة والمحّبة عن آخره ، وسیکون مجموع هذه الإجراءات عوامل مؤثرة فی تربیته ، وسبباً لابتعاده عن صف المجرمین بالتدریج ، أو أن یقوم على أقل تقدیر ببعض الأعمال الصالحة إلى جانب المعاصی والذنوب ، لانقاذ نفسه بالتدریج من الوقوع فی حبائل الشیطان .