«الصراط »: هو جسر ینصب على جهنّم وعلى الجمیع عبوره وقد اُشیر إلیه فی الآیات الکریمة بینما ورد ذکره بالتفصیل فی الروایات الإسلامیة ، وکذلک وردت إشارات حول «المرصاد» الذی یفسر أحیاناً بمعنى الصراط وأحیاناً اُخرى بأنّه ممر خاص من نفس الصراط .
وتدلّ کل التعابیر أنّه لأجل الوصول إلى موضع الرحمة الإلهیّة أی الجنّة یجب العبور على جهنّم وهذا الأمر غیر میسّر إلاّ للصالحین والأخیار .
فالمذنبون والمجرمون والفاسقون والظالمون لا یمکنهم اجتیاز وعبور هذه القنطرة وسوف تزل أقدامهم عنها ویقعون فی جهنّم، ولقد وردت فی تفسیر هذین اللفظین وکذلک فی حقیقة الصراط والمرصاد أحادیث کثیرة فی الروایات الإسلامیة وبحوث المفسرین .
إنّ الاهتمام بهذا الموضوع یساعد فی فهم وبیان الکثیر من المسائل المتعلقة بالمعاد من جهة ، ومن جهة اُخرى أنّ هذا الموضوع له أثر تربوی کبیر فی تزکیة نفوس المؤمنین .
نکتفی بهذه المقدمة ، ونرجع إلى القرآن الکریم ولنمعن فی آیاته خاشعین :
1 ـ (وَاِنْ مِّنکُم إِلاَّ وَارِدُهَا کَانَ عَلَى رَبِّکَ حَتْماً مَّقْضِیّ * ثُمَّ نُنَجِّى الَّذِینَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمیِن فِیها جِثِیّاً ). (مریم / 71 72)
2 ـ (اِنَّ رَبَّکَ لَبِالْمِرصَادِ ). (الفجر / 14)
3 ـ (وَلَو نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى اَعْیُنِهِمْ فَاستَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى یُبْصِرُونَ ). (یس / 66)
4 ـ (اِنَّ جَهَنَّمَ کَانَتْ مِرْصَاد * لِّلطَّاغِینَ مَآباً ). (النب / 21 22)