لقد أشارت آیات عدیدة إلى ظلال الجنّة ومن جملتها: (وَاَصحَابُ الَْیمِینِ مَااَصحَابُ الَْیمِینِ * فِى سِدْر مَّخْضُود * وَطَلْح مَّنضُود * وَظِلٍّ مَّمدُود * وَمآء مَّسکُوب ). (الواقعة / 27 31)

من المعلوم أنّ ظلال الأغصان هی أجمل وأروع من أی ظلال، فظلال الأشجار لیست کمثل ظلال الخیام والغرف المظلمة الفاقدة للتهویة، حیث تعمل الرطوبة الملائمة للأوراق على تلطیف الظل ویضیف لها عطر الأشجار وتفتح الأزهار جمالاً آخر إلى جماله ، وظلال الجنّة ظلال دائمة لذا فلا تختل سکینة الإنسان وراحة باله أبداً: (اُکُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ). (الرعد / 35)

وعبر عنه أحیاناً بـ (ظل ظلیل)، قال تعالى : (وَنُدخِلُهُم ظِلاًّ ظَلِیلاً )(1) . (النساء / 57)

اتّضح من خلال ما مرّ : أنّ أجواء الجنّة لا مثیل لها ولا نظیر فهی فی منتهى اللطافة والجمال والاعتدال، کما نقرأ ذلک فی قوله تعالى: (لایَروْنَ فِیهَا شَمساً وَلاَ زَمهَرِیراً ).(2) (3) (الإنسان / 13)

أی أنّهم لا یرون شمساً یتأذون بحرها ولا زمهریراً یتأذون ببرده .

1. «الظل الظلیل» کنایة عن الظل الکامل والدائم والعالی ، ولقد أشارت آیات عدیدة إلى مسألة الظل فی سورة الرعد ، 35; یس ، 56; المرسلات ، 41 .
2. «زمهریر » مشتقة من مادة «زمهر» بمعنى شدة البرد أو شدة الغضب والمراد هنا المعنى الأول .
3. ورد نفس المعنى فی سورة الواقعة، 30 ; ویس ، 56; والمرسلات ، 41.