3 ـ ألا یعتاد أهل النّار على العذاب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
2 ـ هل یمکن للعرضی أن یصیر دائم ؟4 ـ هل أنّ الخلود نوعی أم شخصی

قِیل أحیان : إنّ أصحاب الحجیم یُعّذبون بعد دخولهم فی نار جهنّم بمقدار المدّة التی قضوها وهم مشرکون فی هذه الدنی ، ولکن بعد انتهاء هذه المدّة یتحول عذاب جهنّم إلى نعیم بالنسبة لهم لأنّه یصبح أمراً متناسباً مع طبیعتهم حتى أنّهم لو دخلوا الجنّة شعروا بعدم الارتیاح ، والسبب فی ذلک هو عدم تناسبها مع طبیعتهم ، إنّهم یتلذذون بما هم فیه من نار وزمهریر وما فیها من لدغ الحیات والعقارب کما یلتذ أهل الجنّة بظلال أشجار الجنّة والحور والقصور وطوبى والکوثر ، وفی هذا العالم نرى البلبل یطربه أریج الزهور فی حین أنّ بعض الحشرات القذرة تلتذ وتنتشى بروائح القمامة الکریهة (1) .

هذا الوهم یشکل نقطة مقابلة للوهم السابق أیضاً ویتناقض معه ، وهو فی نفس الوقت لا یتّسق مع أی من الآیات التی تؤکّد خلود العذاب ، لاسیّما وأنّ بعضها قد صَرّحت بأنّه (کُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُودًا غَیْرَهَا لِیَذُوقُوا الْعَذَابَ). (النّساء / 56)

والتهدید بالخلود فی النّار هو تهدید بالعذاب الدائم ، ولو أنّه تحّول إلى نعمة خالدة لما کان یتصف بالتهدید .

إنّ مثل هذه التفسیرات بشأن الخلود تدل على أنّ أصحابها لم یجهدوا أنفسهم بالقیام بدراسة دقیقة أو حتّى دراسة إجمالیة لتلک الآیات القرآنیة ، ولو أننا أعدنا قراءة تلک الآیات لتبیّن مقدار التناقض بینها وبین هذا الکلام الفارغ القبیح .

إضافة إلى ذلک، یجب الالتفات إلى أنّ اعتیاد الإنسان على الآلام له حدود ، فبعض الآلام طفیفة یعتاد علیها الإنسان بمرور الزمن . لکن لو نقص الماء فی جسم الإنسان مثلاً فانّه یعانی العطش ، ویتعذر علیه عندئذ الاعتیاد على ذلک ، کأن یکون بدنه یحتاج إلى الماء وهو لا یشعر بالعطش !.


1. هذا الکلام نقلناه بشیء من التلخیص عن کتاب الأسفار نقلاً عن محی الدین بن العربی فی الفتوحات المکیة (الأسفار، ج 9 ، ص 349) . 

 

2 ـ هل یمکن للعرضی أن یصیر دائم ؟4 ـ هل أنّ الخلود نوعی أم شخصی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma