5 ـ الأغذیة والأوانی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
4 ـ الفرش والأرائک 6 ـ الشراب الطهور

إنّ الأغذیة المادیة لأهل الجنّة کما یستفاد من القرآن الکریم ـ متنوعة للغایة ، ویستفاد

من مجموع آیات القرآن الکریم أنّ الغذاء الرئیسی لأهل الجنّة هو من جنس الفواکه ، وورد هذا المعنى تحت عناوین مختلفة مثل «فاکهة» «وفواکه» «وثمره» و«ثمرات» و«أُکُل» فی آیات کثیرة من القرآن الکریم .

وقد ورد فی قوله تعالى: (فِیهِمَا مِن کُلِّ فَاکِهَة زَوْجَانِ ). (الرحمن / 52)

و«فاکهة»: حسب قول صاحب کتاب مقاییس اللغة مشتقة فی الأصل من «فکه»، والتی تعنی طیب الخاطر، وعلى هذا الأساس سمیت الفاکهة، فاکهة، حیث إنّ أکلها یطیب الخاطر.

و«المفاکهة»: تعنی الممازحة بالکلام اللطیف.

و«الفاکه»: یطلق على الشخص المزّاح ذی المعشر الطیب.

ویعتقد الکثیر من المفسرین أنّ الفاکهة تشمل جمیع أقسام الفواکه ، ویؤکد الراغب فی مفرداته هذا المعنى، فی حین أنّ البعض یقول: (الفاکهة) تشمل جمیع الفواکه ماعدا العنب والرمان (أو ماعدا الرطب والرمان) ، وذلک لأنّ سورة الرحمن، الآیة 68 عطفت هذین الجنسین على الفواکه ، من هنا فانّهم یعتقدون أنّها لن تدخل فی مفهوم الفاکهة ، فی حین أنّ هذه الآیة لا تدلّ على هذا المعنى وإنّما نجد فی کثیر من المواطن یذکر الخاص بعد العام لأهمیّة الخاص.

وفی اعتقاد جمع من المفسرین أنّ تعبیر «زوجان» إشارة إلى أنّ لکل ثمرة نوعان وضربان متشاکلان : نوع فی هذه الدنی ، ونوع من شکله غریب لم یعرفوه فی الدنیا، وقیل : إنّ هذا التعبیر هو إشارة إلى تنوع فواکه الجنّة کل نوع أکثر لذة من الآخر، ولقد بیّن القرآن الکریم تنوع اغذیة أهل الجنّة بهذا الشکل: (وَفَاکِهَة مِّمَّا یَتَخَیَّرُونَ ) . (الواقعة / 20)

وقال فی موضع آخر: (وَفَوَاکِهَ مِمَّا یَشتَهُونَ ). (المرسلات / 42)

ولقد أکدت بعض الآیات على فواکه خاصة باعتبارها فاکهة الجنّة: (فِیهِما فَاکِهَةٌ وَنَخلٌ وَرُمَّانٌ ). (الرحمن / 68)

وقال الفخر الرازی فی تفسیره: «إنّه تعالى ذکر نوعین من الفواکه الشجریة وهما الرمان والرطب لأنّهما متقابلان فأحدهما حلو والآخر غیر حلو وکذلک أحدهما حار والآخر بارد

وأحدهما فاکهة وغذاء والآخر فاکهة ، وأحدهما من فواکه البلاد الحارة والآخر من فواکه البلاد الباردة ، وأحدهما أشجاره فی غایة الطول والآخر أشجاره بالضد وأحدهما ما یؤکل منه بارز وما لایؤکل کامن والآخر بالعکس فهما فی الضدین والإشارة إلى الطرفین تتناول الإشارة إلى مابینهما» (1) .

وقال تعالى فی موضع آخر: (حَدَائِقَ وَاَعْناباً ). (النب / 32)

وجاء فی آیة اُخرى: (فِى سِدْر مَّخْضُود * وَطَلْح مَّنضُود ). (الواقعة / 28 ـ 29)

لقد فسّر أغلب المفسرین (الطلح) بمعنى شجرة الموز التی لها أوراق عریضة خضراء جمیلة ، وثمرتها حلوة ولذیذة الطعم .

و«منضود»: من مادة (نضد)، وتعنی «المتراکم»، أی إذا جعل بعضه على بعض ، وهذه إشارة إلى عذق الموز وشجرة الموز ذات الأوراق العریضة الخضراء الجمیلة وثمرتها حلوة المذاق .

وقیل : المنضود (المراد الورق لأنّ شجر الموز من أوله إلى أعلاه یکون ورقاً بعد ورق) (2) .

ویجمعهما (السدر ، والطلح) نوعان : أوراق صغیرة ، وأوراق کبیرة، والسدر فی غایة الصغر والطلح وهو شجر الموز فی غایة الکبر فقوله تعالى: (فی سِدْر مَّخْضُود * وطَلْح مَّنْضُود)إشارة جامعة لجمیع الأشجار نظراً إلى أوراقها(3).

وإضافة إلى ذکر الفاکهة أشار القرآن الکریم إشارة عابرة مختصرة إلى «الطلح» بشکل عام وإلى «لحم الطیر» بشکل خاص، فقال فی أحد المواضع بعد ذکر مجموعة مهمّة من النعم الموجودة فی الجنّة:(وَاَمْدَدْنَاهُم بِفَاکِهَة وَلَحم مِّمَّا یَشتَهُونَ )(4). (الطور / 22)

جملة: (مِّمَّا یَشتَهُونَ ) لها معنى واسع جدّاً حیث تشمل کل أنواع الأغذیة بکافة أقسامها وأشکالها وکیفیاته .

وقال فی موضع آخر بعد ذکر أنواع النعم وأنواع الفواکه فی الجنّة: (وَلَحْمِ طَیْر مِّمَّا یَشتَهُونَ ). (الواقِعَة / 21)

ولعل السبب فی تقدیم الفواکه فی کلا الآیتین : هو أنّ الفواکه تعد الغذاء الأفضل والأحسن والألذ، ویعتقد البعض أنّ الغذاء الطبیعی للإنسان هو الفواکه، ویرونه موجوداً «آکلا للفواکه» ولهذا السبب لا یستطیع الإنسان الانتفاع من اللحوم أبداً على وضعها الطبیعی ، بل لابدّ من إجراء تغییرات علیه ، ومزجها مع أشیاء اُخرى حتى یمکن الاستفادة منه .

فی حین أنّ الفواکه مألوفة لدیه على شکلها الطبیعی ومن دون إجراء أی تغییرات علیه .

فضلا عن أنّ أکل الفاکهة قبل اللحوم فیه لطف خاص .


1. تفسیر الکبیر، ج 29، ص 134 .
2. المصدر السابق، ج 29، ص 162 .
3.المصدر السابق.
4. «أمددناهم» من مادة «إمداد» وهو العطاء المتتابع أو المستمر، وقال بعض أرباب اللغة مثل صاحب القاموس : إنّ الامداد بمعنى تأخیر الأجل وإدامة الحیاة ، وهو لا یختلف کثیراً عن المعنى الأول .

 

4 ـ الفرش والأرائک 6 ـ الشراب الطهور
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma