تحظى الصلاة بقدر عظیم من الأهمیّة ، وقد وردت بشأنها الکثیر من الآیات والروایات التی تشید بمکانتها وخاصة فی الکتب الإسلامیة الشهیرة ، وعَدّ القرآن الکریم ترک هذه الفریضة من موجبات الهلاک ودخول النّار ، حیث یقول فی وصف جماعة من أصحاب الجنّة یحادثون جماعة من أصحاب النّار فیقولون لهم : (مَا سَلَکَکُمْ فِى سَقَرَ ) ؟ فیأتیهم الجواب :(قَالُوا لَمْ نَکُ مِنَ المُصَلِّینَ * وَلَم نَکُ نُطعِمُ المِسْکِینَ * وَکُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِینَ * وَکُنَّا نُکَذِّبُ بِیَومِ الدِّینِ ). (المدثر / 42 ـ 46)
ورغم وجود ثلاثة ذنوب اُخرى فی الآیة أعلاه إضافة إلى ذنب ترک الصلاة ، لکن الترکیز علیها وجعلها فی البدایة یعکس مدى خطورة ترک هذه الفریضة الإلهیّة ، إضافة إلى أنّ أیّاً من هذه الاُمور الأربعة کاف لوحده لإلقاء الإنسان فی النّار (ویبدو أنّ المقصود من عدم إطعام المسکین هو منع الحقوق الواجبة) .
وللصلاة من وجهة نظر الإسلام مکانة رفیعة ، ونقلت بعض الروایات المعروفة عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) منه : «إذا کان یوم القیامة یدعى بالعبد فأول شیء یسأل عنه الصلاة فاذا جاء بها تامة وإلاّ زُخَّ فی النّار» (1) .
ولعل السبب الکامن وراء ذلک هو أنّ الصلاة هی الشریان النابض بالإیمان ، منها ینبع الإیمان وبها یتواصل ویستمر ، وبترکها تتزعزع أرکان الدین والإیمان ، ولا یخفى أنَّ أحد شروط قبول الأعمال ، وجود الإیمان ، فلا یقبل عمل إلاّ بوجوده .