القسم الرابع : الآیات التی حددت بعض الشروط للشفیع والمشفوع له

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
القسم الثالث : الآیات التی تؤکّد على أنّ الشفاعة منوطة بإذن اللهالقسم الخامس : الآیات التی تشیر إلى الأشخاص الذین لا تنالهم الشفاعة

من جملة ذلک الآیة التاسعة التی تنفی بقوله : (وَلاَ یَملِکُ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ ) ثم إنّها استثنت منهم فریقاً فقالت : (إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالحَقِّ وَهُم یَعلَمُونَ ) .

یبدو أنّ الصفة الاُولى للشفعاء هی الشهادة بالحق; فلابدّ أن یکون الشفیع موحّد ، أی لا تتحقق الشفاعة إلاّ فی ظل التوحید ونبذ الأصنام والاستعانة بلطف الله .

قال بعض المفسّرین : إنّ هذا الوصف للمشفوع لهم . أی إنّ الشفاعة لا تشمل إلاّ من یقر بحقّانیة الله ووحدانیّته ، فهی لا تشمل المشرکین مطلق .

لکن ظاهر الآیة ، دالّ على التفسیر الأول ، لأنّ التفسیر الثانی یحتاج إلى التقدیر (1) ، والتقدیر خلاف للظاهر .

أمّا الوصف الثانی : «وهم یعلمون» فقد ورد کلا التفسیرین بشأنه أیض ، فإن کان الوصف للشفعاء فسیکون معنى الجملة : اؤلئک الذین یشهدون بالحق عن علم ووعی ، أو إن کان المقصود هم المشفوع لهم فیکون المعنى حینئذ أنّهم یعرفونهم ویعلمون لمن ینبغی أن تکون الشفاعة .

فإن کان الوصف للمشفوع لهم ; یجب أن یکون مفهومها هو أنّ الشفاعة تشمل من ینطقون بحق کلمة التوحید ویقولونها عن علم ووعی انطلاقاً من الدلیل والبرهان وهی غیر مقصورة على اللسان .

وجاء نفس هذا المعنى بصورة اُخرى فی نفس هذه الآیة التی نحن بصدده ، فبعد استنکار الآیة ورفضها لقول عبدة الأوثان الذین یظنون أنّ الملائکة أبناء الله تقول لهم بأنّهمعباد الله وأنّهم: (وَلاَیَشفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارتَضَى ) وفی الحقیقة: (وَهُمْ مِّنْ خَشْیَتِهِ مُشفِقُونَ ) .

وعلى هذا فعبادة الملائکة لأجل نیل شفاعتهم (وهی عقیدة المشرکین) لا طائل من ورائه ، فهم یأتمرون بأمره تعالى ولا یشفعون إلاّ لمن یرتضی ، أی للموحّد فقط .

وعلى هذا تکون جملة «لمن ارتضى» إمّا إشارة إلى رضاه عن دینهم وتوحیدهم وإیمانهم ، وإمّا کونه راضیاً عن الشفاعة لهم ، وکلاهما یرجعان إلى معنىً واحد .

وانطلاقاً ممّا ذکر فإنّ شفاعة غیر الله لا تکون إلاّ بإذنه ، واذنه یختص بالمؤمن والموحّد .

ویطالعنا فی الآیة التاسعة تعبیر جدید یجری فی نفس هذا المجرى ، فالآیة تتحدث عن سوق المجرمین نحو جهنّم ثم تقول : (لاَّ یَملِکُونَ الشّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحمنِ عَهداً ) .

وهذا الوصف لمن یُشفع لهم (بقرینة الآیة السابقة لها والتی تتحدث عن المجرمین) .

ومن المؤکّد أنّ المقصود بالعهد هنا هو الإیمان بالله والإقرار بوحدانیّته وتصدیق الأنبیاء وقبول ولایة الأوصیاء ، وقد أضاف البعض إلى کل ذلک العمل الصالح .

ورغم کثرة الاحتمالات التی طرحها المفسّرون فی تفسیرهم لکلمة «العهد» ، إلاّ أنّه یتضح خلال التمعن فیها أنّها تعود إلى المعنى الذی أشرنا إلیه آنف .

واحتمل بعض المفسرین الکبار أن یکون هذا الوصف للشفعاء وأنّ المقصود بـ «العهد» هنا هو نفس ما ورد فی الآیة 86 من سورة الزخرف ; أی «الشهادة بالحق» (2) .

ولکن بما أنّ الضمیر فی «لا یملکون» ینبغی أن یعود على صریح مذکور فی الآیة السابقة وأنّ کلمة «المجرمین» هی المذکورة فی الآیة ، یبدو هذا الاحتمال مستبعد ، والظاهر أنّ الوصف یخص المشفوع لهم .

وعلى هذا الأساس یجب أن تکون هناک علاقة بین الشفیع والمشفوع له قائمة على الإیمان والعمل الصالح، لأنّ الشفاعة هناک محسوبة ولا تعنی مطلقاً التوسط لمن لا یستحق.

جاء فی حدیث عن النبی (صلى الله علیه وآله) أنّه قال : «من أدخل على مؤمن سروراً فقد سرّنی ومن سَرّنی فقد اتّخذ عند الله عهداً» (3) .

من المؤکّد أنّ عبداً لو أدخل السرور على المؤمن لأجل إیمانه ، فهو من ذوی الإیمان والعمل الصالح وذلک ممّا یوثّق علاقته بالله من أجل قبول شفاعته .


1. ینبغی أن یکون تقدیر الآیة على هذه الشاکلة: «إلاّ لمن شهد بالحق» .
2. تفسیر المیزان، ج 14 ، ذیل الآیة 86 من سورة مریم .
3. تفسیر در المنثور، (وفقا لنقل تفسیر المیزان فی الآیة مورد البحث.

 

القسم الثالث : الآیات التی تؤکّد على أنّ الشفاعة منوطة بإذن اللهالقسم الخامس : الآیات التی تشیر إلى الأشخاص الذین لا تنالهم الشفاعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma