5 ـ العلاقات الطّیبة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
4 ـ الأخلاّء والأصدقاء الأوفیاء 6 ـ الانشراح النفسی

إنّ ما یملأ أجواء الحیاة بهجةً هی الأحادیث الطیّبة التی یتبادلها الناس مع بعضهم، فلو کانوا کلهم صادقین ویفکّرون بشکل اصولی ویتعاملون فیما بینهم بالانصاف والمودّة ویتبادلون الحبّ والاحترام، لکانت حیاتهم مملوءة بالاستقرار والبهجة ، ولکن لو انحرفت العلاقات فیما بینهم نحو الکلام القبیح وتبادلوا التهم والأکاذیب والذم والتقریع وتنابزوا بالکلمات الفجّة التی تأباها الآداب العامّة، یصبح من الصعب على أحدهم صیانة شخصیته والتعامل فی مثل هذه الأجواء بل إنّ هذه الأجواء تصبح خانقة ومؤلمة له .

وأحد الخصائص الموجودة فی الجنّة هی خلوّها من هذه الظواهر، فأهل الجنّة لا یسمعون کلمة کذب واحدة على مدى خلودهم أبداً ولا تطرق أسماعهم الکلمات النابیة ولا الأحادیث الباطلة، وهذه من أهم الفضائل المعنویة التی یتمتّعون به .

قال تعالى فی القرآن الکریم :(لاَ یَسْمَعُونَ فِیهَا لَغواً وَلاَ تَأْثِیماً * إِلاَّ قِیلاً سَلاَماً سَلاَماً ). (الواقعة / 25 26)

فیُحیی بعضهم الآخر ، والملائکة أیضاً تسلّم علیهم ، والأهم من کل ذلک هو سلام الله علیهم وما تحمله تلک التحیات من المحبّة والاخلاص والصفاء ، أجل، إنّ مجالس أهل الجنّة فوّاحة بالحب والمودّة، وإذا توفّرت مثل هذه الأجواء فی أی مکان فهو نموذج من الجنّة .

وجاء فی موضع آخر من الکتاب المجید :(لاَ یَسْمَعُونَ فیِهَا لَغْوَاً وَلاَ کِذَّابَاً ). (النب / 35)

«اللغو»: فی اللغة یعنی الکلام الفارغ ، وبعبارة اُخرى : الکلام الذی لا یتضمن أیّة أفکار أو معان ، ویبدو أنّ الکلمة مأخوذة اصلاً من (لغا) وهو صوت زقزقة العصافیر ، أمّا الضمیر «فیها»: فقد أرجعه اغلب من فسر هذه الآیة إلى أحد هذین الاحتمالین :

الأول : أنّه یرجع إلى کلمة الجنّة . الثانی : أنّه یرجع إلى کلمة الکأس التی وردت فی الآیة السابقة له . فاذا کان الاحتمال الأول فالمعنى واضح. وإذا صح الاحتمال الثانی فیکون المعنى أنّ شراب أهل الجنّة لا یسکر ولایسبب فیه أی لغو .

لکن التفسیر الأول أکثر انسجاماً مع معنى «فیها» والآیات الاُخرى المشابهة ، وورد نفس هذا المعنى فی آیة اُخرى أقصر وأکثر وضوحاً حیث یقول تعالى: (فِى جَنَّة عَالِیَة * لاَتَسْمَعُ فِیهَا لاَغِیةً ). (الغاشیة / 10 11)

هناک آیات قرآنیة أخرى تؤکد على هذا المعنى منها (مریم / 62) و(یونس / 10).

إضافة إلى ماذکر ، یتنعم أهل الجنّة بکثیر من المتع المؤنسة ومجالس الفرح والبهجة والأحادیث المسلّیة والمزاح اللطیف کما یصفهم القرآن :(إِنَّ اَصْحَابَ الْجَنَّةِ الیَوْمَ فِى شُغُل فَاکِهُونَ ). (یس / 55)

تعنی کلمة «شُغُل» أیة حادثة أو حالة تشغل الإنسان ، ولکنها هنا تفید معنى الحالة المسلّیة التی تبعث السرور، وذلک بوجود قرینة «فاکهون» وهی جمع «فاکه» وتعنی

الإنسان المسرور ، وهی مشتقة من کلمة «فکاهة» ومعناها المزاح ، وتعنی کلمة «فاکه» فی اللغة العربیة الإنسان الممازح المرح الذی یجید الأحادیث الطریفة .

وبما أننا نجهل طبیعة الأشیاء التی یتسلى بها أهل الجنّة لأننا نقیس کل شیء فی هذا العالم بمعیارنا المحدد الصغیر ، فمن البدیهی أنّ النعم التی یشغلون بها هناک لا یمکننا حتّى تصّورها فی هذا العالم .

وعلى أیّة حال فإنّ الاُمور التی تستهویهم وتشغلهم هناک تکون سبباً لنسیان آلام هذا العالم وهول المحشر أو فقدان بعض الأحبّة، ولا شک أنّ مواضیع التسلیة السبعة أو العشرة التی ذکرها بعض المفسرین، إنّما هی موضوعة وفقاً للمعاییر والتصورات الدنیویة للتسلیة ، وإلاّ فالاوضاع فی ذلک العالم تختلف عّما فی هذا العالم (1) .


1. ورد نفس هذا المضمون فی سورة الطور ، الآیة 18 . 

 

4 ـ الأخلاّء والأصدقاء الأوفیاء 6 ـ الانشراح النفسی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma