6 ـ السابقون إلى الإیمان

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
5 ـ نهی النفس عن الهوى 7 ـ الهجرة والجهاد

من المعلوم أنّ ظهور أی دین جدید یقترن بمخالفة السنن والتقالید الرائجة فی ذلک المجتمع، وخصوصاً الدین الإسلامی الذی ظهر فی محیط خرافی ملی بأنواع المفاسد والسنن الباطلة الخاطئة .

فمن البدیهی أن یکون السبق إلى الإیمان بمثل هذا الدین أمراً عسیراً للغایة ویحتاج إلى شهامة منقطعة النظیر، فالسابقون للإیمان یتعرضون عادة لأشد هجمات الجاهلین المتعصبین وبما أنّهم یشکلون الأقلیة من المجتمع، لذا فتکون أنفسهم وأموالهم فی خطر دائم ، إضافة إلى ذلک یعتبر هؤلاء القدوة الحسنة والانموذج الأمثل للآخرین وهم الوسیلة والعامل الرئیس فی نشر تعالیم السماء فی الأرض ، فمن هنا یکون للسابقین فی الإیمان امتیاز کبیر ودرجة رفیعة وقد وعدهم الله تعالى وعداً قاطعاً بدخول الجنّة ، کما ورد ذلک
فی قوله تعالى :(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِکَ المُقَرَّبُونَ * فِى جَنَّاتِ النَّعِیمِ )(1).(الواقعة / 10 ـ 12)

هذا فی حالة تفسیر (السابقون) بمعنى السابقین إلى الإیمان ، لکن بعض المفسرین فسّروا (السابقون) بمعنى السابقین إلى طاعة الله (اطاعة أوامر الله) أو السابقین إلى الصلوات الخمس أو الجهاد ، أو الهجرة ، أو التوبة وأعمال البر ، لأنّ السابق إلى الخیر إنّما یقتدى به فی الخیر وهو شاهد على المراد حتى على هذه الصورة .

وکذا الرجال السابقون المؤثرون المتوکلون على الله تعالى لهم الأحقیة فی السبق إلى جنات النعیم .

وقیل: (السابقون) ـ کما جاء فی الروایات الإسلامیة ـ (الإمام علی بن أبی طالب (علیه السلام) ) حیث کان أول القوم إسلاماً من الرجال وقیل إنّ السابقین هم (هابیل) و(مؤمن آل فرعون) و(حبیب النجار) و( الإمام علی بن أبی طالب(علیه السلام)) حیث یمثل کل واحد منهم فی عصره مصداقاً واضحاً للقدوة الحسنة فی السبق إلى الإیمان والجهاد وأعمال الخیر(2) .

وممّا تجدر الإشارة إلیه أنّ أول موهبة جعلها الله لهم هی موهبة القرب من الله تبارک وتعالى (أُولئِکَ المُقَربُونَ ) والتی تفوق کل النعم العظیمة بما فیها جنات النعیم .

ومن المعلوم أنّ (جنات) تفی بالغرض من دون ذکر (النعیم) الذی هو جمع نعمة، وإنّما ذکرها تعالى للتأکید ، ولإعطائها أهمیّة أکبر ، من هنا یمکن الإشارة إلى نکتة اُخرى وهی أنّ الجنات موضع الرحمة والنعم الإلهیّة فقط وهی على خلاف البساتین الدنیویة التی یلزم إدارتها وصیانتها وحفظها جهود کبیرة إضافة إلى ذلک فإنّها معرضة للآفات والفناء والعدم .


1. لقد ورد نفس هذا المعنى فی الآیة 21 من سورة الحدید وکذا الآیة 133 من سورة آل عمران .
2. للاطلاع على هذه الأحادیث راجع کتاب احقاق الحق، ج 3، ص 114 و ج 15، ص 345; وتفسیر نور الثقلین، ج 5، ص 209، ح 18 ، 19 ،20 ،21 .

 

5 ـ نهی النفس عن الهوى 7 ـ الهجرة والجهاد
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma