یُقسِّم القرآن الکریم الناس من زاویة موقفهم من الرسول(صلى الله علیه وآله) والآیات القرآنیة إلى فریقین ، فیقول : (فَمِنهُم مَّن آمَنَ بِهِ وَمِنهُم مَّن صَدَّ عَنهُ وَکَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِیراً ). (النساء / 55)
وقد أکثرت الآیات الشریفة من التهدید والوعید لهذا الفریق (الذین یصدون عن سبیل الله ) ، وهو الفریق الذی لا یضل نفسه فقط بل ویعمد إلى إضلال جمیع الناس ، وکأنّه یجد لذّته فی هذا العمل ، بل ویرى مصالحه اللامشروعة فی کفر الناس وعدم إیمانهم ، وذلک لأنّ المجتمع المؤمن المعتقد بالقیم الإلهیّة السامیة لا یخضع أبداً للفراعنة وشیاطینهم وأحزابهم ، فالطریقة الوحیدة إذن للتسلّط على أیّ مجتمع تکمن فی سلب جوهر الإیمان من قلوب أبنائه ، وتاریخ الشعوب حافل بأمثال هذه المساعی المحمومة لهذا الفریق من أجل إضلال الناس ، والیوم أیضاً تنصبُّ جهود جمیع الدول والمؤسسات الاستکباریة فی
العالم على سلب الشعوب إیمانها بالله وبالقیم الرّبانیة حتّى لایکون ذلک عائقاً أمام تحقیق أهدافهم وخدمة مصالحهم .