من مجموع الآیات والروایات السابقة یمکن تحدید الخصائص الآتیة لکتاب الأعمال وهی :
1 ـ کتاب الأعمال هو صحیفة عمل لمجموع عمر الإنسان وهو لا یغادر صغیرة ولا کبیرة إلاّ أحصاه .
2 ـ کتاب الأعمال حی ناطق ولا مجال فیه لأدنى شک أو ریب وهو غیر قابل للانکار، وکل شخص یتمکن من الفصل والحکم بمشاهدته وحتى المجرمون أنفسهم .
3 ـ إنّ کاتبی صحیفة الأعمال ملکان وقد عبّر عنهما القرآن بـ (رقیب) و(عتید) وکما ذکرن ـ یستفاد من بعض الروایات أنّ ملائکة اللیل والنهار منفصلون عن بعضهم البعض وکل واحد منهم یعطی مکانه للآخر، ولقد أشارت بعض آیات القرآن الکریم إشارة عابرة إلى هذا المعنى .
4 ـ یظهر من بعض الروایات أنّه إضافة إلى ذلک یوجد ملائکة آخرون توکل بهم مهمّة تسجیل بعض الأعمال الخاصة کما ورد فی حدیث عن الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) : «إذا کان یوم الجمعة کان على کل باب من أبواب المسجد ملائکة یکتبون الأول فالأول ، فاذا جلس الأمام طووا الصحف وجاؤوا یستمعون الذکر» (1) .
5 ـ یستفاد من بعض الروایات أنّ الحسنات تکتب فوراً أمّا السیئات فتکتب بعد حین (لعل صاحبها یتوب عن فعله) .
ونختم هذا البحث بذکر بعض الجمل القیمة من أدعیة الإمام السجاد (علیه السلام) والتی وردت فی (الصحیفة السجادیة) ولنردد معه هذا الدعاء: «اللهم یسر على الکرام الکاتبین مؤنتن ، واملأ لنا من حسناتنا صحائفنا ولا تخزنا عندهم بسوء أعمالنا»(2) وفی مکان آخر قال: «فصل على محمد وآله واجعل ختام ما تُحصى علینا کتبة أعمالنا توبة مقبولة» (3) .