یفهم من مجموع الآیات المتعلقة بجهنّم وأوصافها أنّها مرکز جزائی رهیب ملیء بالنیران اللاهبة وله أبواب ودرجات مختلفة ، ولکن نارها لیست کنیران الدنیا بل تتمیز بالخصائص الاتیة :
1 ـ وقودها الناس والحجارة .
2 ـ تطّلع على الأفئدة ، وتنفذ أولى شراراتها إلى القلوب .
3 ـ حطمة تسحقُ کل شیء وتقضی علیه .
4 ـ فیها درک یدعو المجرمین إلیه !
5 ـ توصف بأنّها إذا رأت من یُحشرون فیه : (اِذَا رَأَتهُمْ مِّن مَّکان بَعِید سَمِعُوا لَهَا تَغَیُّظاً وَزَفِیراً ). (الفرقان / 12)
6 ـ متحرّکة کما یقول تعالى :(وَجِىءَ یَوْمَئِذ بِجَهَنَّمَ یَوْمَئِذ یَتَذکَّرُ الاِْنْسَانُ وَاَنّى لَهُ الذِّکْرَى ). (الفجر / 23)
7 ـ محیطة الآن بالکافرین رغم أنّها محجوبة عن الأبصار: (وَاِنَّ جَهَنَّمَ لَـمُحِیطَةٌ بِالکَافِرِینَ ). (التوبة / 49)
قد تکون هذه الأبعاد جمیعها سبباً دفع بالکثیرین إلى تفسیر جهنّم تفسیراً روحیاً فاعتبروا نارها ناراً معنویة ، لکن هذا التفسیر بلا شک ـ یتعارض مع ظاهر آیات القرآن الکریم ، ولا ینسجم مع الروایات التی وردت فی تفسیره .
وعلى هذا ینبغی القول: إنّ جهنّم بؤرة نار مستعرة وتختلف اختلافاً جذریاً عن نیران عالمنا هذا کما تختلف نِعم الجنّة مع نِعم هذه الدنیا.