الملائکة المراقبون

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
کتب فی علیین وأخرى فی سجینکُتّاب صحیفة الأعمال

الآیة التاسعة لم تتحدث فی الظاهر عن کتاب الأعمال لکونها عرضت هذه الحقیقة بتعبیر آخر: (اِذْ یَتَلقَّى الْمُتَلَقِّیَانِ عَنِ الَْیمِینِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِیدٌ )فمن الواضح أنّ التلقی هنا إشارة إلى التسجیل فی صحف الأعمال، ثم قال تعالى للتأکید أکثر (مَّا یَلْفِظُ مِنْ قَوْل إِلاَّ لَدَیْهِ رَقِیبٌ عَتِیدٌ ) .

«یتلقى» : مشتق من مادة (لقاءِ) ولکن تلقی الأعمال هنا کنایة عن أخذها وتسجیله .

«المتلقیان» : هُما الملکان المأموران بأخذ وتسجیل أعمال الناس.

«قعید»: من مادة قعود وهو الجلوس، ویراد منها الملازم والمراقب کما نقول فی کلامنا المتداول أنّ فلان جلیس فلان بمعنى الملازم والمراقب له (1) .

«یلفظ» : مشتقة من مادة (لفظ) بمعنى قذف الشیء، کما یقال (لفظت الرحى الدقیق) وتطلق هذه الکلمة على ما یخرجه الإنسان من فمه، فکأنّها أشیاء تقذف إلى الخارج .

«رقیب» : کما قال الراغب فی مفرداته مشتق من مادة (رقبة)، ویطلق على الشخص الذی یحافظ ویراقب شیئاً معیناً أو شخص .

«عتید» : مشتق من مادة (عتاد) على وزن (جِهاد) بمعنى إعداد عدّة وذخیرة شیء قبل الحاجة ، لذا یطلق على الشخص المستعد لأداء فعل معین بـ (عتید) .

ولقد قال صاحب کتاب مقاییس اللغة: إنّ المعنى الأصلی لـ (عتید) القوة والضرب، وهذا المعنى بالنسبة للمعنى السابق کنسبة اللازم إلى الملزوم ، على کل حال فهل أنّ کل واحد من هذین الوصفین مختص بأحد الملکین والآخر بالملک الثانی فیکون الأول مراقباً والثانی معداً للتدوین والتسجیل أم أنّ کلیهما یدلان على هذا المعنى أی کلاهما یقومان بمراقبة أعمال الإنسان وتسجیل وتثبیت أعماله أیض .

یعتقد بعض المفسرین، أنّ الرقیب هو إسم لملک الیمین (الذی هو مأمور بکتابة أعمال الخیر) والعتید اسم لملک الشمال (الذی هو مأمور بکتابة أعمال الشر) .

ولکن یظهر من أقوال بعض المفسرین ، أنّهم ذکروا کلا الوصفین لکلا الملکین، أی إنّ کل واحد منهما رقیب وفی عین الحال عتید أیضاً ولقد نقلت حول هذین الملکین روایات عدیدة بالغة الأهمیّة نذکر من جملتها حدیثاً عن الرسول الأکرم (صلى الله علیه وآله): «صاحب الیمین أمیر على صاحب الشمال فاذا عمل حسنة کتبها له الیمین بعشر أمثالها وإذا عمل سیئة فأراد صاحب الشمال أن یکتبها قال له صاحب الیمین امسک فیمسک عنه سبع ساعات فإن استغفر الله منها لم یکتب علیه شیء وإن لم یستغفر الله کتب له سیئة واحدة» (2) .

وتحمل مثل هذه الروایات للإنسان رسالة تربویة واضحة ، ونستنتج من خلال هذه الروایة وبعض الروایات الاُخرى أنّ عمل کلٍّ من هذین الملکین منفصل عن الآخر وسوف نفصِّل الموضوع أکثر فی فقرة (التوضیحات) .


1. المتلقیان مثنى، وعلى هذا فلابدّ أن یکون (قعید) مثنى أیضاً، ولکن هناک حذف فی الآیة والتقدیر، عن الیمین قعید وعن الشمال قعید، وحذفت الاُولى بقرینة الثانیة .
2. تفسیر مجمع البیان ، ج 9 ، ص 144; وکذلک فی تفسیر روح المعانی ، ج 26 ص 164; وکذلک ورد فی تفسیر المراغی ، ج26، ص 161 .

 

کتب فی علیین وأخرى فی سجینکُتّاب صحیفة الأعمال
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma