من المعلوم أنّ الآیات القرآنیة تشیر إلى وجود نفختین (نفخة الإِماتة ونفخة الإِحیاء) وقد لاحظنا ذلک فی الآیات السالفة الذکر .
ولکن یستفاد من بعض الروایات أنّ نفخة الصور تتحقق ثلاث مرات حتى أنّ بعض الروایات تستدل بالقرآن على ذلک ولقد نُقل فی کتاب لئالئ الأخبار عن المرحوم (الدیلمی) فی کتاب إرشاد القلوب هذا الحدیث: «وله أی «اسرافیل» ثلاث نفخات «نفخة القرع» و«نفخة الموت» و«نفخة البعث») فاذا فنیت الدنیا أمر الله اسرافیل أن یهبط إلى الأرض وینفخ نفخة الفزع کما قال تعالى: (وَیَومَ یُنْفَخُ فِى الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِى السَّموَاتِ وَمَنْ فِى الاَْرضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللهُ ) (النمل / 87)
... وتزلزلت الأرض وتذهل کل مرضعة عمّا أرضعت وتضع کل ذات حمل حملها ویمید الناس ویقع بعضهم على بعض کأنّهم سکارى وما هم بسکارى ، وأمّا نفخة الإحیاء فقال تعالى : (وَنُفِخَ فی الصُّور فَصَعِقَ مَنْ فِى السَّموَاتِ وَمَنْ فِى الاَْرْضِ ). (الزمر / 68)
وکما قال تعالى : (ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخْرى فَإِذَا هُمْ قِیامٌ یَنْظُرُونَ )»(1). (الزمر / 68)
ولقد أضاف البعض نفخة رابعة إلى هذه النفخات الثلاث وهی نفخة الجمع والحضور، والظاهر أنّ هذه النفخة أخذت من قوله تعالى: (إِنْ کانَتْ إِلاَّ صَیْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمیْعٌ لَّدَیْنَا مُحضَرُونَ ) (یس / 53)
ولکن فی الواقع أنّها نفس هاتین النفختین ، اتسعتا وتبدلتا إلى أربع نفخات ، وذلک لأنّ الفزغ الأکبر ماهو إلاّ مقدمة لموت الناس الذی یحدث على أَثر إدامة واستمرار نفخة الحیاة، ویمکن أَن نُؤکد هذا المعنى بالرجوع إلى قوله تعالى: (یَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) (تأمل) . (النازعات / 6 ـ 7)
