من البدیهی أنّ «جهنّم» هی بؤرة الغضب الإلهی وتشتمل على العذاب الجسدی والروحی لمن یردها، کما ورد فی ظاهر أو صریح الآیات القرآنیة ، أمّا الذین ذهبوا إلى أنّها تشتمل فقط على العذاب الروحی والمعنوی فقد تجاهلوا وأنکروا قسم کبیر من الآیات القرآنیة أو حملوها على معان مجازیة بلا دلیل معقول .
ولکن ما هی جهنّم ؟ وما هی کیفیة عذابه ؟
إنّ أفضل الطرق لمعرفة ماهیتها هی الاستعانة بالأسماء والأوصاف الواردة بشأنها فی الآیات القرآنیة المختلفة من أجل ازاحة الستار عن خفایا بؤرة الغضب الإلهی هذه ، وکما قلنا مراراً: مهما کانت معرفتنا بالقضایا المتعلقة بالعالم الآخر واسعة فهی تبقى محدودة وکأنّها شبح یترائى لنا عن بعد ، أمّا التفاصیل والخصوصیات فهی مبهمة لأنّ عالم الآخرة بشکل عام أرقى من هذا العالم وهو تماماً کعالم الجنین بالنسبة إلى العالم خارج بطن اُمّه .
وعلى هذا فمن غیر المتیسّر للبشر فی هذا العالم الاحاطة الکاملة بأسرار ذلک العالم ، لکن هذا لا یحول بتاتاً دون الحصول على المعرفة الإجمالیة بشأنه أبد .
وعلى أیّة حال ینبغی متابعة الأسماء والصفات والإشارات الواردة فی القرآن الکریم فی هذا المجال لغرض التعرّف على ماهیة جهنّم ، لنقرأ فیما یلی الآیات التالیة وهی تعکس بعضاً من أسماء وأوصاف جهنّم :
1 ـ (وَاِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوعِدُهُمْ اَجْمَعِینَ * لَهَا سَبْعَةُ اَبوَاب ). (الحجر / 43 44)
2 ـ (سَاُصْلِیهِ سَقَرَ * وَمَااَدْرَاکَ مَا سَقَرُ * لاَ تُبقِى وَلاَ تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِّلبَشَرِ ).(المدثر / 26 29)
3 ـ (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِى وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ اُعِدَّتْ لِلکَافِرِینَ ). (البقرة / 24)
4 ـ (فَرِیقٌ فِى الجَنَّةِ وَفَرِیقٌ فِى السَّعِیرِ ). (الشورى / 7)
5 ـ (فَاَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الحَیَاةَ الدُّنیَ * فَإِنَّ الجَحِیمَ هِىَ المَأْوَى ).(النازعات / 37 39)
6 ـ (کَلاَّ لَیُنْبَذَنَّ فِى الحُطَمَةِ * وَمَااَدرَاکَ مَاالحُطَمَةُ * نَارُ اللهِ المُوقَدَةُ * اَلَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ ). (الهمزة / 4 7)
7 ـ (وَاَمَّا مَن خَفَّتْ مَوَازِینُهُ * فَاُمُّهُ هَاوِیَةٌ * وَمَاأَدْرَاکَ مَاهِیَهْ * نَارٌ حَامِیَةُ ).(القارعة / 8 11)
8 ـ (کَلاَّ اِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى * تَدعُوا مَنْ اَدبَرَ وَتَوَلَّى ). (المعارج / 15 17)