7 ـ أفضل شراب أهل الجنّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
6 ـ الشراب الطهور 8 ـ الأکواب والصحاف والکؤوس

لقد ذکرت الآیات السالفة الذکر سبعة أنواع من الأشربة ، ونستنتج من مجموع هذه الآیات أنّ مشروبات الجنّة على أنواع وأقسام مختلفة ، فمنها یجری فی الأنهار (أنهار من لبن وعسل وماء وخمر) ، ومنه : مختومة ، ومنها ینبع من عیون من سماء الجنّة أو طبقاتها العلی ، ومن الواضح أنّ أشرف شراب أهل الجنّة هو الشراب الذی یسمى «تسنیم» وهو خاص بالمقربین .

وورد فی تفسیر علی بن إبراهیم: «إنّ أشرف شراب أهل الجنّة یأتیهم من أعالی تسنیم وهی عین یشرب بها المقربون ، والمقربون آل محمد(صلى الله علیه وآله) ، والمقربون یشربون من تسنیم بحتاً صرفاً وسائر المؤمنین ممزوج !» (1) .

ویأتی (الشراب الطهور) فی الدرجة الثانیة ، ولقد أشارت إلیه سورة الإنسان، الآیة 21 ، بقرینة ، أنّه الشراب الوحید فی القرآن الکریم الذی یکون ساقیه هو الله تعالى .

ومن المعلوم أنّ جمیع هذه الأوصاف التی نسمعها ونقرأُها ماهی إلاّ صورة غیر واضحة تتجسم فی أذهاننا عن ذلک العالم الکبیر، وإلاّ فلا یمکن توصیف هذه النعم وهذا الشراب الطهور من قبل سجناء عالم المادة: (فَلا تَعْلَمُ نَفسٌ مَّا اُخفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ اَعیُن ).(السجدّة / 17)

والطریف أنّ القرآن الکریم عبر بتعابیر مختلفة لرفع أی ابهام فی مجال الاختلاف الواضح بین الأشربة الدنیویة المکدرة بأنواع الکدورات ، والشراب الطهور فی الجنّة قال تعالى : (بَیضَآءَ لَذَّة لِّلشَّارِبِینَ ). (الصافات / 46)

لا کمثل شراب الدنیا المر الطعم غیر المستساغ الشرب حتى أنّ شاربیه یتجرعونه فی بادئ الأمر بکراهة، أمّا شراب الجنّة فهو شراب لذیذ منعش تعقبه نشوة معنویة وروحیة غیر قابلة للوصف .

ثم یضیف تعالى بقوله :(لاَ فِیهَا غَولٌ وَلاَ هُم عَنهَا یُنزَفُونَ ). (الصافات / 47)

إنّ شراب الدنیا یفسد العقل ویسکر الأبدان بحیث یصبح الجسم من الضعف والوهن فلا یقدر على الحرکة وحفظ التوازن . . أمّا أشربة الجنّة فتعمل على تأجیج شعلة العقل والذکاء ، وتشد من جاذبیة العشق ، وتهّی الجسم والروح للتمتع باللذات المعنویة والمادیة بشکل أفضل (2) .

وقال تعالى فی مکان آخر بعد الإشارة إلى بعض من أشربة الجنّة : (لاَّ یُصَدَّعُونَ عَنهَا وَلاَ یُنزِفُونَ )(3). (الواقعة / 19)

«یُصَدَّعون» : من مادة (صداع) على وزن (رُباع) وهو الصداع المعروف (أی لا یأخذهم من شربها صداع) ، وأصله (صَدْع) .

فعندما یتعرض الإنسان إلى صداع شدید فکأنّ رأسه یرید أن یتصدع من شدّة الألم، فتستعمل هذه الکلمة للتعبیر عن آلام الرأس الشدیدة .

الخلاصة : أنّ خمر الدنیا ردیء الطعم . . کریه الرائحة . . یجلب الصداع ویسبّب فقدان الوعی وضعف العقل . . ویسبب الکثیر من الأمراض الجسمیة والروحیة، وقد یعقبه حالة التهوع . . والتقی والآلام المعویة، فی حین أنّ خمر الآخرة شراب لذیذ منعش یزید العقل ویعمل على تربیة الجسم والروح وله نشوة روحیة ومعنویة غیر قابلة للوصف .


1. تفسیر علی بن إبراهیم، ج 2، ص 412 .
2. «غَوْل» على وزن «قَوْل» فی الأصل بمعنى غالَ : أهلکه وأخذه من حیث لا یدری، وتطلق هذه الکلمة على الفساد الخفی الذی ینفذ فی الشیء .
3. «ینزفون» من مادة «نَزْف» على وزن «حَذْف» بمعنى ذهاب الشی بصورة تدریجیة ومنه نزف الدم . . وهذا ما یفعله الشراب الدنیوی فی وجود الإنسان ، إذ یحطمه تدریجی .

 

6 ـ الشراب الطهور 8 ـ الأکواب والصحاف والکؤوس
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma