12 ـ الخدم والسقاة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
11 ـ الحور العین 13 ـ المضیغون

إنّ اللّه سبحانه وتعالى اتم نعمته على أهل الجنّة واعطاهم کل شیء ومن جملتها المضیّفون الذین یخدمونهم وبأعلى کیفیة .

و«السُقاة» : وهم الذین یطوفون على أهل الجنّة ویسقونهم من الشراب الطهور.

إنّ حسن ظاهرهم ولطف باطنهم وصلاح خَلقهم وخُلقهم من الدرجة بحیث یجذب إلیهم أهل الجنّة وینسیهم کل ما تحملوه من الآلام والمعاناة فی الدنیا فی سبیل اطاعة أوامر اللّه تعالى .

ولقد تحدث القرآن الکریم فی آیات عدیدة عن (الغلمان) و(الولدان المخلدون) ووصفهم بأجمل الأوصاف .

إنّ التعابیر الواردة فی هذا الصدد، وکسائر المواهب والعطایا الإلهیّة متنوعة ومختلفة ، فقد جاء تعبیر «غلمان» فی قوله تعالى : (وَیَطُوفُ عَلَیْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ کَأنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّکْنُونٌ ). (الطور/24)

تعبیر (یطوفُ) (مع ملاحظة کونه فعل مضارع یفید الاستمرار) دلیل على أنّ طوافهم حول أهل الجنّة طواف دائمی .

«لؤلؤٌ مکنون»: وصف للخدمة، فهم فی حسنهم وصباحتهم وصفائهم وبیاضهم کاللؤلؤ المصون فی الصدف، أو الذی اخرج تواً من الصدف .

صحیح أنّ الجنّة حسب التعابیر الواردة فی الآیات والروایات لاتحتاج إلى خدم ، وکل مایرید أهل الجنّة مهیأ وجاهز ، ولکن هذا یعبّر عن مقدار الاحترام والاکرام المنقطع النظیر لأهلها من قبل الخدم .

ولو أنّ هذه الآیة لم تخبر صراحة، عن علّة طوافهم ، ولکن الآیات التی بعدها أشارت إلى أنّ مهمتهم تتعلق بخدمة وتضییف أهل الجنّة بأنواع الأشربة والشراب الطهور، ومختلف الأغذیة .

التعبیر بـ (لهم) یدل على أنّ لکل واحد من أهل الجنّة خدماً خاصین به ، وقیل: لیس على الغلمان مشقة فی خدمة أهل الجنّة بل لهم فی ذلک اللذة والسرور إذ لیست تلک الدار دار محنة .

وقد نقل الکثیر من المفسِّرین هذا الحدیث عن رسول اللّه (صلى الله علیه وآله) : قیل یارسول اللّه الخادم کاللؤلؤ فکیف المخدوم؟ فقال : « والذی نفسی بیده إنّ فضل المخدوم على الخادم کفضل القمر لیلة البدر على سائر الکواکب» (1) .

ومن الجدیر بالذکر أنّ (الغلمان) جمع غلام وتعنی فی اللغة (الصبی) لا العبد (2) .

ومن البدیهی أنّ الأفراد بهذا السن یتمتعون بالنشاط والحیویة والجدیة.

وذکر القرآن الکریم تعبیراً آخر بخصوص الخدم وهو «ولدان» ، قال تعالى : (یَطُوفُ عَلَیهِمْ وِلدَانٌ مُّخَلَّدُونَ * بِأَکوَاب وَأَبَارِیقَ وَکَأْس مِّنْ مَّعِین ). (الواقعة / 17 18)

«ولدان» : جمع «ولید» بمعنى (مولود) ، وهنا بمعنى (الغلام) وما ذهب إلیه البعض من کونهم صغار المؤمنین یخدمون آباءهم فهو بعید(3) ، وذلک لأنّهم إن کانوا مؤمنین فهم یُخدمون لا أنّهم خدم للآخرین ، وإن کانوا غیر مؤمنین فلا سبیل لهم.

وتعبیر (مخلدون) إشارة إلى بقائهم على حالهم فیبقون صغاراً دائماً لا یکبرون ولا یلتحون فهم على هیئتهم من حداثة السن والنشاط والحیویة .

ولقد ورد نفس هذا التعبیر بتوضیح أکثر وألطف ، قال تعالى : (وَیَطُوفُ عَلَیْهِمْ وِلدَانٌ مُّخَلَّدُونَ اِذَا رَأَیْتَهُم حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً ). (الإنسان / 19)

وهذا شاهد آخر على أنّ المراد من (ولدان) هو نفس (الغلمان) الذین وصفتهم الآیات السابقة بـ (لؤلؤ مکنون) ، وهنا وصفتهم هذه الآیة بـ (لؤلؤ منثور).

ولقد احتمل الکثیر من المفسرین أنّ هؤلاء الغلمان هم أطفال المشرکین والمؤمنین الذین رجحت کفة سیئاتهم ، فلم یؤاخذهم الله سبحانه بأعمال آبائهم ولکن جعلهم خدماً لأهل الجنّة وهم مسرورون بذلک .

ولو أخذنا بنظر الاعتبار ما أشرنا إلیه سابقاً فی تضعیف هذا الاحتمال ، وما الروایة التی نقلت فی هذا المجال إلاّ روایة مرسلة لا أکثر.

وجاء فی تعبیر آخر (بصیغة المبنی للمجهول) یشیر إلى المضیفین فی الجنّة، قال تعالى : (یُطَافُ عَلَیهِم بِکَأس مِّنْ مَّعِین ). (الصافات / 45)

ولقد ورد شبیه هذا المعنى بشیء من التفاوت کدلیل على تنوع الموائد فی الجنّة فی قوله تعالى : (وَیُطَافُ عَلَیهِمْ بِآنِیَة مِّنْ فِضَّة وَأَکوَاب کَانَت قَوَارِیرَاْ ) . (الدهر / 15)

ونقرأ تعبیراً آخر فی قوله تعالى: (یُطَافُ عَلَیهِم بِصِحَاف مِّنْ ذَهَب وَأَکوَاب ) . (الزخزف / 71)

«صحاف»: جمع «صحفه» وعلى قول الزمخشری (طبق ما جاء فی مصباح اللغة): إناء مستطیل (کبیر) ، وإذا أخذنا بنظر الاعتبار المادة الأصلیة للکلمة والتی تعنی الانبساط والاستواء ، فیمکن أن یکون إشارة إلى إناء یشبه (الصینیة) .

و«أکواب»: جمع (کوب) وهو إناء للشراب لاعروة فیه وقد یعبر عنه بـ (القدح) أحیان .

والجدیر بالذکر وعلى قول بعض المفسِّرین (صحاف) (جمع کثرة) و«أکواب» جمع «قلة» ، وهذا یعود إلى أن تنوع الأغذیة وصحافها أکثر من تنوع المشروبات وأکوابه (4) ، وتقتضی فصاحة القرآن التطرق حتى لمثل هذه الجزئیات، (تأمل) .

وأخیر ، ولو أنّ هذه الآیات الأخیرة لم تبیّن أوصاف المضیّفین ، ولکن یمکن أن تفسرها الآیات السابقة وتدلل علیهم وعلى مواصفاتهم .


1. راجع تفاسیر مجمع البیان; روح الجنان; روح البیان; القرطبی; و الکشاف ذیل الآیة مورد البحث.
2. لقد کتب الکثیر من أرباب اللغة فی تفسیرها «الغلام هو الطار الشارب» (مقاییس اللغة، المفردات ، لسان العرب).
3. تفسیر الکبیر، ج 29، ص 149 ذکر هذا الاحتمال فی تفسیره واستبعده.
4. تفسیر روح المعانی، ج 25، ص 90 .

 

11 ـ الحور العین 13 ـ المضیغون
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma