یلاحظ أنّ البعض اعتبر الخلود «خلوداً نوعیاً» لا «شخصیاً» ، ومعنى ذلک أنّ نوع «الإنسان الکافر» یبقى فی النّار إلى الأبد ، لکن الأشخاص یتبدلون ، أی أنّ کل واحد منهم یقضی مدّة معیّنة فی عذاب جهنّم ، وبما أنّه یعطی مکانه إلى آخر ، فإنّ بقاء الإنسان فی جهنّم سیبقى أبدی .
ومفهوم هذا الکلام أنّ خلقاً آخر یأتی إلى الدنیا فی المستقبل ، وینحرف منهم جماعة أیض ، فیکونون وقوداً لنار جهنّم ، ویتصادف دخولهم فیها مع نجاة وخروج الخلق السابق منه (1) .
وهذا التفسیر لاینسجم مع آیات خلود العذاب المتعلقة بالکفّار ، ویکفی قلیل من التدقیق فی الآیات السابقة لفهم ذلک التناقض وعدم الانسجام، لأنّ تلک الآیات تصرح بالخلود الشخصی، وهذه التأویلات لا تتعدى السبب الذی ذکرناه سابقاً وهو أنّ العجز عن حل المشاکل فی بحث الخلود قد دفعهم إلى التشبث بمثل هذه التأویلات غیر واقعیة.