5 ـ نهی النفس عن الهوى

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
4 ـ الجهاد والشهادة 6 ـ السابقون إلى الإیمان

من الاُمور الاُخرى التی هی من موجبات دخول الجنّة، الخوف من الله تعالى ونهی النفس عن الهوى، قال تعالى :(وَاَمَّا مَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى ) . (النازعات / 40 ـ 41)

ممّا لا شک فیه أنّ هناک علاقة متبادلة بین (الخوف من الله) و(نهی النفس عن الهوى) فالاُولى بمنزلة الشجرة والثانیة ثمره ، فعندما یتجذر الخوف من الله تعالى فی أعماق روح الإنسان، عندئذ تشن حرب من الداخل لمواجهة هوى النفس ، ومن المعلوم أنّ مصدر جمیع المفاسد والذنوب على سطح الأرض هو (عبادة الهوى) ، فمن هنا یکون الخوف من الله مصدر کل الإصلاحات ، لذا ورد هذا الحدیث النبوی: «ما تحت ظل السماء من إله یُعبد من دون الله أعظم عند الله من هوىً مُتَّبع»(1) فی ذیل الآیة الشریفة (أَرَاَیْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ ). الفرقان / 43)

والجدیر بالذکر أنّ ما یقابل هاتین الصفتین (الخوف من الله ونهی النفس عن الهوى) صفتان أخریان وردتا فی الآیات التی تسبق هذه الآیة من نفس السورة وهما(الطغیان وایثار الحیاة الدنیا على الآخرة): (فَأَمَّا مَن طَغَى * وآثَر الحَیَاةَ الدُّنیَ * فَأِنَّ الْجَحِیمَ هِىَ الْمَأْوَى ). (النازعات / 37 ـ 39)

والحقیقة أنّ هاتین الصفتین مصدر کل البلایا کما أنّ تلک الصفتین مصدر کل خیر .

وعلى حد قول بعض المفسرین فالمصادر التی تأتی منها الذنوب السبعة المذکورة فی قوله تعالى :(زُیِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالبَنِینَ وَالقَنَاطِیرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَیْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالاَنْعَامِ وَالحَرثِ ). (آل عمران / 14)

تتلخص فی هوى النفس ، وأنّ مصدر هوى النفس هو عدم المعرفة وعدم الخوف من الله تعالى (2) .

من هنا فما المقصود من (مقام ربّه) ؟ هناک آراء مختلفة حول تفسیر هذا التعبیر فقیل : المراد مقامه من ربّه یوم القیامة حین یسأله عن أعماله .

وقیل: إنّه إشارة إلى مقام علم الله ومراقبته لعباده .

وقیل: إنّه إشارة إلى مقام عدالته تعالى .

ولکن هذه التعابیر ترجع فی الحقیقة إلى الخوف من الأعمال والذنوب وذلک لأنّ الله (أرحم الراحمین) ولا یوجد فی ذاته تعالى مایوجب الخوف منه ، فکما أنّ المجرمین یخافون رؤیة القاضی العادل ویفزعون من سماع إسم المحکمة فکذلک الحال بالنسبة للمذنبین فانّهم یخافون من مقام العدل والحساب والعلم الإلهی ، وفی الحقیقة أنّ هناک جحیم فی هذه الدنیا هی جحیم الشهوات ، والجحیم الاُخرویة إنّما هی جحیم مجازاة تنبع من هذه الجحیم .

ونختم هذا البحث بحدیث عن الإمام الصادق (علیه السلام) قال : «من علم أنّ الله یراه ، ویسمع ما یقول ، ویعلم مایعملهُ من خیر أو شر ، فیحجزه ذلک عن القبیح من الأعمال ، فذلک الذی خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى» (3) .


1. تفسیر در المنثور، ج 5، ص 72 .
2. تفسیر روح البیان، ج10، ص 327 .
3. تفسیر الثقلین، ج 5، ص 197 ح 48 ; اصول الکافی ، ج 2، ص 70 باب الخوف والرجاء ح 10 .

 

4 ـ الجهاد والشهادة 6 ـ السابقون إلى الإیمان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma