(وهو القسم الأخیر من الآیات التی ندرسها) وتشیر إلى الأشخاص الذین لا تنالهم الشفاعة بسبب ما ارتکبوه من أعمال ، ومفهومها أنّ الشفاعة تشمل فئات اُخرى ، تقول إحداهم : (مَّا لِلظَّالِمِینَ مِن حَمِیم وَلاَ شَفِیع یُطَاعُ ) .
إذن فغیر الظالمین بشکل عام یستحقّون الشفاعة .
ولکن ما المقصود بالظالمین ؟ قال البعض من أمثال المحقق الطبرسی فی مجمع البیان أنّهم المشرکون والمنافقون ، لأنّ أسوأ الظلم هو الشرک والنفاق (1) .
وصرح الفخر الرازی بأنّ المقصود بـ «الظالمین» هنا الکُفّار (2) .
والآیات السابقة لهذه الآیة ، ومطلع نفس هذه الآیة الذی یحذّرهم من عذاب یوم القیامة وکذلک الآیات الواردة بعدها والتی تذکُر مصیر الکفّار السالفین الذین أصبحوا عبرة من خلال تعرضهم للعذاب الإلهی ، هی أیضاً شاهد ودلیل على هذا المعنى .
وقال بهذا الرأی کل من صاحب تفسیر روح البیان ، وصاحب روح المعانی والمراغی .
وعلى کل حال فإنّ نفی الشفاعة عن الظالمین بالخصوص (وبغض النظر عن المعنى الذی تُفسر فیه کلمة الظالمین) دلیل على إثباتها لأقوام آخرین ، وهذا ما أکدناه مَرّات عدیدة فالشفاعة لا تحصل اعتباطاً بل تحتاج إلى نوع من الاستحقاق والتأهیل ، أی إنّ المذنبین على صنفین : صنف یستحق الشفاعة وصنف لا یستحقّه .