1 ـ مفهوم الشفاعة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات القرآن (الجزء السادس)
النتیجة 2 ـ أنواع الشفاعة (الشفاعة التکوینیة والشفاعة التشریعیة)

لو تأملنا فی المفهوم اللغوی الصحیح لکلمة الشفاعة لاستطعنا الحصول على مدلولها الإسلامی لأنّ کلمة الشفاعة مأخوذة من المصدر «شَفْع» على ورن (نَفْع) ویعنی «ضم الشیء إلى مثله» ومن هنا تتضح ضرورة وجود نوع من التشابه بین الاثنین رغم الفروقات الموجودة بینهم .

ولهذا السبب فالشفاعة بمفهومها القرآنی تعنی أنّ الشخص المذنب الذی یتصف ببعض الجوانب الإیجابیة (کالإیمان أو العمل الصالح) یشبه أولیاء الله ، وهم بدورهم یبذلون له العون ویسوقونه نحو جادّة الکمال ویطلبون له المغفرة من الله تعالى .

ویمکن وصف حقیقة الشفاعة بصیغة اُخرى فهی عبارة عن وقوف کائن أقوى وأفضل إلى جانب آخر أضعف لیعینه على طی مراتب الکمال .

إنّ الشفاعة للأشخاص المخطئین موجودة فی المجتمعات البشریة على مر العصور وقد کان الأشخاص المتنفّذون یشفعون للمخطئین عند أصحاب السلطة قبل نزول القرآن بآلاف السنین ، إلاّ أنّ الشفاعة السائدة بین أوساط الناس تختلف عن الشفاعة فی منطق القرآن والأدیان السماویة بفارق واحد مهم وواضح وهو : أنّ الشفاعة فی المجتمعات الإنسانیة غالباً ما یُقصد بها قبول شخص متنفّذ للحاجة إلیه فی وجه من الوجوه ، ولذلک تقبل شفاعته فی حق المخطیء ، لکی یستفید من الشافع فی الظرف المناسب لبلوغ بعض الغایات !

فالملوک مثلاً کانوا یقبلون شفاعة حواشیهم ورجال دولتهم فی بعض المجالات لکی یعظموهم ویمّجدوهم ولیستفیدوا منهم فی انجاز أعمالهم فی الوقت المناسب .

وکذلک کان الشفعاء یأخذون بنظر الاعتبار علاقتهم الشخصیة بالمشفوع له ، ولیس أهلیته ومدى استحقاقه له .

ولکن لما کان الله غنیّاً بالذات وغیر محتاج على الاطلاق ، فالشفاعة لدیه تأخذ طابعاً آخر وهو أنّ الشفعاء لدیه ینظرون إلى المخطئین لیروا مَن مِنهم ینال رضا الله بسبب بعض النقاط الإیجابیة لدیه کالإیمان والعمل الصالح ، فیشفعون له عند الله لأجل هذه الجوانب الإیجابیة ، وهذا هو الفارق الشاسع بین الشفاعة المتداولة بین الناس وشفاعة أولیاء الله لدیه ، إذ أنّ الاُولى قائمة على العلاقات فی حین أنّ الثانیة قائمة على الضوابط والاستحقاقات :

ومن هذا المنطلق یمکن الردّ على بعض المنتقدین الجهلة الذین یرون الشفاعة نوعاً من الوساطة أو أنّها بمثابة الضوء الأخضر للمذنبین ، وقارنوها بشفاعة حواشی الملوک المتجبّرین، فالأسس التی تقوم علیها الشفاعة فی مفهومها الشرعی تعتبر بنّاءة ومبنیة على عوامل اللیاقة والاستحقاق ، فی حین تنبع الشفاعة المتعارفة بین الناس فی أغلب أشکالها من الحاجة المتبادلة بین الطرفین وترتکز على العلاقات الخاصة والشخصیة غیر المنطقیة .

فالشفاعة الإلهیّة تربویة ، والشفاعة المتعارفة تکون سبباً للاجتراء على ارتکاب الذنب أحیان .

وتمثّل الآیات التی ذُکرت سابقاً شاهداً حیّاً على هذا المعنى ، لأنّها تحدد خصائص لمن تنالهم الشفاعة تقوم على الجوانب الإیجابیة والتأهیل والاستحقاق ، وکثیراً ما تکون الأسس المقبولة للاستحقاق هی العمل الصالح .

 

النتیجة 2 ـ أنواع الشفاعة (الشفاعة التکوینیة والشفاعة التشریعیة)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma