نزلت أغلب السور القرآنیة فی مکّة و التی صرّحت بالتذکیر بالمعاد والحیاة بعد الموت إلى جانب ذکرها للعلامات التی تسبق القیامة.
و کان لابدّ لذلک الإنسان الوادع و البعید عن المسؤولیة و المجانب لمسیرة الهدف النهائی للخلقة و التائه فی صحراء الحیاة، أن یتحرک و لاسیما فی ذلک الوسط الجاهلی الملوث، و علیه ینبغی أن تکون هناک صرخة عالیة توقظه من سباته، و لیس هنالک أفضل من إلفات الإنتباه إلى الحوادث المرعبة فی الحیاة الآخرة یمکنه أن یقوم بهذا الدور.
و الآیات المتعددة التی نزلت بشأن علامات القیامة تدل بأجمعها على اَنّ القیامة لا تقم بهذه البساطة و الهدوء، بل یتزامن معاد الإنسان و قیامته مع قیامة عالم الخلق و التی تقترن بتغییرات عظیمة تجتاح کافة أنحاء نظام الکائنات.
طبعاً یقول العقل و المنطق أنّ النظام الجدید للحیاة لابدّ أن یقم على عالم جدید، لاعلى أنقاض العالم السابق، و یحصل هذا التقدم و التجدد کسائر التطورات و التجددات المهمّة التی تکتنف العالم على أساس قفزات عظیمة تشمل أنحاء عالم الوجود.
و الآن نسلّط الضوء على الآیات الواردة بهذا الشأن.