4ـ القیامة الصغرى و الکبرى

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
3ـ القیامة لدى الأقوام السابقةالدلیل العقلی الأول

کما أشرنا سابقاً بأنّ نموذج القیامة و المحکمة الکبرى إنّما تکمن فی وجودنا، حیث تعقد فی أعماق روح الإنسان فور قیامه بالأعمال الحسنة أو السیئة.

فقد تنتابه أحیاناً حالة من الفرح و السرور و الهدوء و السکینة الباطنیة تجاه بعض الأعمال الحسنة بحیث یعجز القلم و البیان عن وصفها و بالعکس فإذا ما صدر منه خطیئة و مخالفة فإنّه یشعر بالهم و الغم و الألم الذی یعتصره بحیث قد یستعد أحیاناً لأن یصلب بهدف الخلاص من مخالب ذلک الإنزعاج.

ترى ما الشبه بین هذه المحکمة الداخلیة العجیبة و محکمة القیامة العجیبة!

أنّ القاضی و الشاهد و منفذ الحکم هو واحد، کما هو علیه الحال بالنسبة للقیامة: (عَالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهَادَةِ اَنْتَ تَحْکُمُ بَیْنَ عِبادِکَ)(1).

لیس هنالک من توصیة ورشوة و واسطة فی محکمة الضمیر بالضبط کما فی محکمة القیامة: (وَ اتَّقُوا یَوْمَاً لاَتَجزی نَفْسُ عَنْ نَفْس شَیْئاً وَلاَیُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَة وَ لاَیُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَ لاَهُمْ یُنْصَرُونَ)(2).

تعالج محکمة الضمیر أهم و أضخم و أعقد القضایا فی أقل مدّة ممکنة و تصدر أحکامها بسرعة، فلا إستئناف و لاتمییز و لاتجدید نظر و لا أشهر وسنوات من تضییع الوقت، و هذا هو شأن محکمة القیامة: (وَ اللهُ یَحْکُمُ لاَمُعَقِّبَ لِحُکْمِهِ وَ هُوَ سَرِیعُ الْحِسَابِ)(3).

أنّ العقوبة و الجزاء و خلافاً للعقوبات العادیة المتعارفة فی هذا العالم فهی تنقدح فی الباطن ثم تسری إلى الخارج; إنّها تؤرق روح الإنسان فی البدایة ثم تظهر آثارها على جسمه و نومه و طعامه، على غرار القیامة: (نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتی تَطَّلِعُ عَلَى الأَفِئدةِ)(4).

5 ـ لاتحتاج محکمة الضمیر إلى الشاهد و الحاضر و لا تحتاج فی حصولها على المعلومات إلى خارج الإنسان و نفس الإنسان یدلی بالشهادة لنفعه أو ضرره کمحکمة القیامة التی تشهد فیها أعضاء الإنسان و جوارحه على أعماله:(حَتَّى اِذَا مَا جَاؤُها شَهِدَ عَلَیْهِمْ سَمْعُهُمْ وَ أَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ)(5).

فهذا الشبه العجیب بین هاتین المحکمتین هو دلیل آخر على کون هذه المسألة فطریة، حیث کیف یعقل وجود مثل هذا الحساب و الکتاب الدقیق والمحکمة السریة العجیبة فی الإنسان الذی یمثل قطرة صغیرة فی محیط الوجود العظیم، بینما لیس هناک من حساب و کتاب و لا محکمة فی هذا العالم الکبیر، و علیه یمکن إثبات فطریة الإیمان بالحیاة بعد الموت من خلال ثلاثة طرق; طریق غریزة حبّ البقاء و طریق وجود واستمرار هذا الإیمان طیلة التاریخ البشری و أخیراً عن طریق وجود محکمة الضمیر فی باطن الانسان.


1. سورة الزمر، الآیة 46.
2. سورة البقرة، الآیة 48.
3. سورة الرعد، الآیة 41.
4. سورة الهمزة، الآیة 6 ـ 7.
5. سورة فصلت، الآیة 20.

 

3ـ القیامة لدى الأقوام السابقةالدلیل العقلی الأول
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma