هل یمکن تجسم الأعمال؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
تجسم الأعمال الجنّة و النار

المسألة المهمّة التی ترد هنا هی: هل تنطبق هذه المسألة و الموازین العلمیة؟ و تتضح الإجابة على هذا السؤال بعد الإلتفات إلى عدّة مقدمات مختصرة:

نعلم أنّ العالم مرکب من «مادة» و «طاقة» و إنّنا نراهما أینما نظرنا فی السموات و الأرض مع بعضهما و یبدیان فی صور مختلفة.

أمّا المتصور سابقاً هو أنّ هناک حدّاً فاصلا لایمکن عبوره بین المادة والطاقة، فالمادة مادة دائماً و الطاقة طاقة کذلک، إلّا أنّنا و بفضل تطور العلوم الطبیعیة قد وقفنا على الأسرار الکامنة فی هذین الأصلین الأساسیین لعالم الخلقة، حیث تبیّنت مدى العلاقة الحمیمة بینهما إلى درجة أنّ کل واحد منهما أب و کذلک إبن الآخر.

و أخیراً فقد إنهارت آخر قلعة محکمة للذرة بصفتها الحدّ الأخیر لعالم المادة، حیث إخترقها العلم و التطور التکنولوجی لیتبیّن أنّه لیس فی داخلها سوى الطاقة، و لم تکن هذه المادة سوى طاقة مضغوطة، و هکذا أصبح تحول المادة إلى طاقة أمراً عادیاً.

و قد أثبتت الأجسام الرادیو کتیفیة التی تنبعث منها أشعة ذریة فی الحالة العادیة و الطبیعیة، یعنی أنّ مادتها فی حالة تآکل و إنهیار وتحول إلى طاقة، عدم الحاجة فی کل موضع إلى المفاعلات الذریة القویة بغیة تجزأة الذرة وتحطیم أغطیتها، بل إنّ أغلب ذرات العالم الثقلیة فی حالة تجزأ تلقائی ـ أو بصورة تدریجیة و بطیئة ـ هذا جانب من المسألة.

و السؤال المطروح: هل یمکن تبدیل الطاقة إلى مادة على غرار تجزأ الذرة وتبدلها إلى طاقة، مثلا یمکن ضغط و فتح السلک المرن فهل یمکن هذا فی عالم الطاقة بحیث یمکن ضغطها و تبدیلها إلى مادة، طبعاً ـ حسبما نعلم ـ لم یستطع العلم المعاصر القیام بذلک العمل، و لکن لا دلیل على نفی ذلک أیضاً، فما دامناً أقررنا أن بینهما رابطة حمیمة، بل إنّهما و جهان لعلمة واحدة، فمن الممکن تبدل أحدهما إلى الاخر، و علیه فلا مانع من تبدیل الطاقة بمادة.

إنّ أعمالنا أشکال مختلفة للطاقة، فکلامنا طاقة صوتیة مخلوطة بالطاقات المیکانیکیة للسان و الشفة و تستمد العون من الطاقة الخاصة للدماغ. حرکاتنا و أفعالنا و أعمالنا الحسنة و السیئة و الظلم و العدل و الإحسان والبخل و العبادة و الدعاء کلها أشکال أخرى للطاقة المیکانیکیة أو الخلیط من الطاقة المیکانیکیة و الصوتیة.

و هنا خطأ کبیر لابدّ من إجتنابه و هو أنّ الأغلب یتصور بأنّ المواد الغذائیة فی بدننا إنّما تتبدل إلى طاقات وحرکاتنا و أعمالنا المختلفة، و الحال إنّ هذه خطأ، فالمواد الغذائیة لا تتبدل إلى الطاقة قط (تبدیل المادة إلى طاقة یختص بتجزأة الذرة أو التشعشعات الذریة فی الأجسام الرادیو کتیفیة).

فما تفسیر مایقال من أنّ الغذاء وقود البدن و یتبدل فیه إلى طاقة؟ لا تبدو الإجابة صعبة على هذا السؤال لأنّ فی بدننا ماکنة کسائر المکائن التی تقوم بتحویل الطاقة من شکل إلى آخر، لا أنّ المادة تتبدل إلى طاقة (علیک بالدقّة).

توضیح ذلک: إنّ کل تحلیل أو ترکیب کیمیائی إمّا أن یحرر طاقة أو یکتسبها، فمثلا حین نشعل حطباً فانّ الکاربون الموجود فیه یتحد مع اوکسجین الهواء، فتنبعث منه الطاقة الحراریة التی إدخرها فی جوفه خلال سنوات حین القیام بعملیة الکربنة دون أن یتبدل شیء من کاربون الأشجار أو اوکسجین الهواء إلى طاقة.

و الآن یمکن أن نجعل هذه الطاقة الحراریة تحت قدر من الماء و نبدلها إلى بخار فنستفید من القوة البخاریة لتسییر العجلات، فقد تبدلت هنا الطاقة الحراریة إلى طاقة میکانیکیة و حرکیة.

کما نستطیع عن طریق الضغط ضخ البخار عبر إنبوب لایجاد صوت عظیم، أی تبدلت الطاقة الحراریة إلى طاقة صوتیة و کذلک....

ففی جمیع هذه الحالات لم یقل شیء من المادة، بل تغیّر شکل الطاقة الکامنة فی جوف المواد.

و یصدق هذا الموضوع على المواد الغذائیة فی بدننا، لأنّ المواد الغذائیة فی أبداننا تتحد مع الاوکسجین فتنبعث منها طاقة حراریة بفعل الإحتراق، فتتغیر هذه الطاقة لتتبدل إلى حرکة و صوت و ما شابه ذلک.

نعود إلى الموضوع، فأعمالنا و أفعالنا و أقوالنا إنّما تنتشر بصورة طاقات متنوعة فی الأوساط المحیطة بنا، و هی تؤثر على کل شیء بما فیه بدننا والأرض التی نعیش علیها، و أثرها باقی لایعتریه الفناء و یحفظ دائماً فی صحیفة الطبیعة، فکما قلنا سابقا لا مفهوم للعدم و الفناء هناک، بل هناک تغییر فی الشکل.

و بالتالی سیأتی الیوم الذی تجمع فیه هذه الطاقات التی تبدو منسیة منتهیة فتکتسب الحیاة و تبیّن أنّها لم تعدم.

لقد سمعنا بأنّه اخترع جهاز یستطیع تصویر السرّاق الذین یفرون من الموضع (یعنی یصور مکانهم الخالی) لأنّ الأشعة تحت الحمراء التی بقیت بصورة حرارة بدنیة فی الموضع یمکن تصویرها، أو نسمع أنّ العلماء استطاعوا إستعادة الأمواج الموجودة على بدنة الأوانی الفخاریة التی خلفّها المصریون قبل ألفی سنة فیجعلون الأصوات قابلة للسماع، و على ضوء ذلک سیمکننا التسلیم و الإقرار بحلول مثل هذا الیوم بالنسبة بجمیع أعمالنا و أقوالنا، و طبق المقدمة الأولى لإمکانیة تبدیل الطاقة إلى مادة لا تبقى مشکلة بشأن تجسم الأعمال و تبدلها إلى موجودات مادیة، و علیه فتجسم الأعمال مقبولة من وجهة النظر العلمیة، و هذا بدوره یکشف عن مدى اختلاف الحیاة فی ذلک العالم عن الحیاة هنا، لو فرضنا أنّ هذا التجسم یحصل فی عالمنا المعاصر فمثلا یتبدل السب و الکلام الفاحش إلى موجود مؤذی إلى جانبنا، أو یکمن لنا کمستنقع نتن، أو أن یتجسم صفع البریء وغصب حق الآخرین إلى موجود مشوّه مکروه، فکیف ستصبح حیاتنا؟

سیقال: ما أحسن أن تکون کذلک، کی تکون خشیتها دافعاً للناس لعدم سلوک السبیل المنحرف، بل یسارعون إلى الخیرات (علیک بالدقّة).

و لکن لاینبغی الغفلة أنّه على هذا الأساس سوف لن یکون هناک من تکامل فی أرواحنا و أنفسنا، بل سیکون هنالک نوع من العمل الإجباری، یعنی کمن یحمل قسراً لمساعدة مؤسسة خیریة حیث لایترتب أی تکامل أخلاقی أو معنوی على عمله، و من هنا أکتفی بأوامر العقل و تعالیم الأنبیاء فی هذا المجال.

لکن على کل حال للإیمان بأصل تجسم الأعمال دور بارز فی بلورة الجانب التربوی لدى الإنسان، إلى جانب حثه الإنسان على الإتیان بالصالحات و الحیطة و الحذر من الطالحات و القبائح، و یفتح قلبه و فکره فی الأمور التی تتطلب الفداء و التضحیة (علیک بالدقّة أیضاً).

 

تجسم الأعمال الجنّة و النار
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma