الأیمان بالمبدأ والمعاد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
1ـ آفاق من أبحاث الکتاب

الأصلان المذکوران من أهم أرکان الاسلام، وذلک لتعذر إنتظام أی مشروع أخلاقی وعملی بدونهما، کما لا یسع أی إنسان أن یسلک نهج الحق والعدل والورع والتقوى.

أمّا الإیمان بالمبدأ فیعنی أنّ الإنسان یرى نفسه بین یدی الله الذی یعلم بکافة نیّات الإنسان وأفعاله وأعماله صغیرها وکبیرها وظاهرها وباطنها، بل إنّه یعلم حرکة أعین الآثمین، ویسمع حسیس المتناجین، و هو علیم بکل ما یخطر على قلوبنا و یقتدح فی أذهاننا: (یَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَ عْیُنِ وَمَا تُخْفِی الصُّدُورُ)(1).

إنّه قریب مَنّا، بل أقرب إلینا من حبل الورید: (وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ)(2).

لیس هنالک أی حجاب یمکنه أن یحجبنا عنه، وهو لا ینفک عنّا فی أی زمان ومکان: (وَهُوَ مَعَکُمْ أیْنَما کُنْتُمْ)(3).

و أمّا الإیمان بالمعاد، فهو یعنی الإیمان بمحکمة العدل الإلهی التی لیس لها أی شبه بمحاکم الدنیا وهذا العالم الذی نعیش فیه، فجمیع الأعمال حاضرة لدیه: (وَ وَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً)(4).

و السّجل یضم کافة الأعمال بغض النظر عن صغرها و کبرها: (لاَ یُغَادِرُ صَغِیْرِةً وَ لاَکَبِیرِةً اِلاّ اَحْصَاهَا)(5).

و نحن الذین ینبغی علینا أن نقرأ ملّف أعمالنا، کما علینا أن نقضی بشأن أنفسنا و نحکم فیها: (اِقْرَأْ کِتَابَکَ کَفى بِنَفْسِکَ الَیْومَ عَلَیْکَ حَسِیباً)(6).

ونحن الذین سندلی بشهاداتنا على أعمالنا بما فی ذلک أعضاؤنا وجوارحنا التی ستشهد فی تلک المحکمة: (وَ شَهِدَ عَلَیْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ)(7)

فلا سبیل إلى الإنکار ولا سبیل إلى الرجوع و تلافی ما فرط منّا، ولیس لنا طاقة على تحمل العذاب الإلهی، کما لیس من سبیل للهرب.

المحسنون والصالحون و المقربون فی جوار الحق و رحمة الله یتلذذون بالنعم التی لم ترها عین أو تسمع بها أذن أو تخطر على قلب بشر; بینما یتجرّع المسیئون و الآثمون و الظالمون غصص جهنم التی تطلع على أفئدتهم فتحرقهم: (نَارُ اللّهِ الْمُوقَدَةِ الَّتِی تَطَّلِعَ عَلَى الاَفْئِدَةِ)(8).

نعم لو عشنا الإیمان بالأصلین المذکورین، بل لو کانت لأرواحنا أدنى إلتفاتة إلیهما لکفانا ذلک و کان لنا معیناً فی تربیة أنفسنا وهدایتها، وبخلافه إذا غاب الإیمان بالمبدأ و المعاد فسوف لن یکون هناک أیة شرعة أو منهاج یمکنه إصلاح الإنسان.

و الکتاب الذی بین یدیک ـ و الذی نهضت دار سرور للنشر بطبعه ـ هو جهد متواضع من أجل إحیاء الأصل الثانی یعنی المعاد، بلسان العصر وبصیغة إستدلالیة سهلة الإدراک و الفهم لجمیع المستویات ویتضمن أجوبة شافیة لکافة الأسئلة وعلامات الاستفهام.

نأمل أن نعیش السعی فی بناء الذات و تهذیب النفس قبل حلول ذلک الیوم من خلال الإیمان بهذا الأصل الاعتقادی المهم.

 

قم ـ الحوزة العلمیة

ناصر مکارم الشیرازی

نیسان 1997 م


1. سورة غافر، الآیة 19
2. سورة ق، الآیة 163. سورة الحدید، الآیة 4
4. سورة الکهف، الآیة 49
5. سورة الکهف، الآیة 49
6. سورة الاسرار، الآیة 14
7. سورة فصلت، الآیة 20
8. سورة الهمزة، الآیة 6

 

1ـ آفاق من أبحاث الکتاب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma