طالما لایمکن التنکر لموضوع التنویم المغناطیسی، فقد صرّح القائلون بمادیة الروح قائلین: إنّنا نقرّ هذه الظاهرة، إلاّ أنّها قضیة بسیطة، و لا تدل على أنّ الروح هی أکثر من الخواص الفیزیائیة و الکیمیائیة لمادة الدماغ، لأنّ هذا النوم جاء إثر التلقین إلى جانب التعب بسبب تکرار عمل واحد جعله ینام (فالصوت الرتیب للمقص أو محرک السیارة یجعل الإنسان ینام أحیاناً) ولکن یفقد الإنسان فی هذا النوم إرادته فتستبدل بما یلقن، ثم تظهر آثاره الناتجة عن ذلک التلقین.
و الذی ینبغی الإلتفات إلیه أنّ التنویم المغناطیسی مقبول إذا إنحصر بهذا الأمر فی أنّ الإنسان ینام و یظهر بعض الحرکات إثر التلقین، إلاّ أنّ سفر الروح إلى الأماکن الأخرى و التحدث باللغات التی لم تکن معروفة و العلم بالمسائل الخارجة عن حدود معلومات الشخص فهذه من الأمور التی لا یمکن حلّها على ضوء التفسیر الذی أقررناه، و لابدّ أن نعترف أنّ فی وجود الإنسان حقیقة کامنة أخرى غیر ما تفیده العلوم الطبیعیة و المادیة و التی تبدى الآثار العجیبة التی لا تنسجم و الاصول و القوانین المادیة.