هنا ینقدح سؤال مهم فی جمیع الأذهان و مفاده: کیف نفسر هذه الحالة من عدم المساواة بالنسبة لله تعالى؟
کیف یمکن قبول هذا الأمر فی أن یقضی الإنسان جمیع عمره الذی لایتجاوز الثمانین أو المأة سنة فی عمل الخیر أو الشر بینما یکون ثوابه أو عقابه ملایین الملایین من السنوات بل أکثر؟ مع ذلک هذا المطلب لیس مهماً بالنسبة للثواب، لأنّ الثواب مهما کان کثیراً فذلک دلیل على فضل و کرم المثیب، و علیه فلا إشکال فی هذا الخصوص، إلاّ أنّ الإشکال فی کیفیة العذاب الخالد إزاء الذنب و الظلم و الکفر و الإنکار المحدود، فهل ینسجم هذا الأمر وأصل العدالة؟
فمن لم یتجاوز ظلمه و طغیانه أکثر من مئة سنة لم یخلد فی النار وعذابها؟ أفلا تقتضی العدالة نوعاً من الموازنة بحیث یعاقب لمئة سنة أو أکثر على قدر ما صدر منه معصیة؟!