الطریق الخامس

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
جواب حقیقة أم خیال؟

هل قصة أصحاب الکهف حقیقة تاریخیة، و إن کانت کذلک فما علاقتها بقضیة القیامة؟

هل یقر العلم مثل هذا النوم الطویل، و هل من دلیل على ذلک؟

تطالعنا فی القرآن الکریم سورة الکهف التی تسرد و قائع فتیة مؤمنین هربوا من قومهم الوثنیین الذین لا یؤمنون بالله و المعاد ثم آووا إلى الکهف.

لقد دفعت الأفکار السامیة الیقظة لهؤلاء الفتیة و نزعتهم التحرریة إلى الإعتقاد بخرافة الوثنیة التی سادت الأجواء آنذاک و فرضت القیود و الأغلال على الناس التی کرست صنمیة الحکومات التی إستخفت بأفکار الناس ومهدت السبیل أمام إلوهیتهم و تسلطهم.

و قد کان اُولئک الفتیة أصحاب مراکز حساسة فی الدولة و المجتمع، وقد آثرت الحریة من هذه الخراقات و الذلة و الهوان و غادرت سرّاً دیارها وأهلها إلى مکان مجهول حتى إنتهت إلى کهف فاختارته کموضع للإستقرار، و قد سیطرت علیها فی الکهف حالة عجیبة من النوم الطویل العمیق، فقد نامت مئات السنین، و حین نهضت من نومها العمیق ـ و على ضوء العادة ـ ظنت

أنّها لبثت یوما أو بعض یوم، إلاّ أنّ کافة الشواهد و الأوضاع المحیطة بالکهف کانت تشیر إلى أنّ الأمر لیس کذلک، و من هنا کان هناک تردید فی الموضوع.

ثم إتضحت حقیقة الأمر بعد أنّ قدم أحدهم إلى مدینة قرب الکهف یشتری طعاماً، فأخبر الجمیع بالحقیقة، ففهموا أنّ حادثة عجیبة قد وقعت، فلم تکن العملة التی فی أیدیهم تشیر إلى أنّها تعود إلى مئات السنین، بل طریقة تعاملهم مع أهل المدینة ـ التی غادروها قبیل قرون وقد تبدلت کل العادات والتقالید و الأعراف و الحیاة السائدة آنذاک ـ إضافة إلى إطلاعهم على تلک القضیة التاریخیة التی تفید غیاب عصبة من الشباب من ذوی المناصب العالیة و التی تبرهن صحة وقوع تلک الحادثة.

کانت تلک الحادثة درساً عظیماً بالنسبة لاُولئک الذین ینظرون بعین الریب والشک إلى موضوع القیامة، فإن کانت الحیاة بعد النوم «أخو الموت» بل کان «نفس الموت» ممکنة، فإحیاء الموتى هو الآخر لا یبدو مستعبداً، فکانت تلک الحادثة إنعطافة کبیرة فی ثقافتهم الدینیة...

و هذا هو الطریق الآخر الذی سلکه القرآن الکریم بهدف إزالة قضیة إستبعاد المعاد و تقریبها إلى أذهان عامة الناس:

(اِذْ آوَى الْفِتْیَةُ إِلَى الْکَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنا آتِنَا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً وَ هَیِّىءْ لَنَا مَنْ أَمْرِنَا رَشَداً * فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فی الْکَهْفِ سِنیْنَ عَدَداً * ثُّمَ بَعَثْنَا هُمْ لِنَعْلَمَ أَىُّ الْحِزْبَیْنِ اَحْصَى لِما لَبِثُوا اَمَداً * وَ کَذلِکَ بَعَثْنَاهُمْ لِیَتَسَاءَلُوا بَیْنَهُمْ قَالَ قَائِلُ مِنْهُمْ کَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا یَوْمَا اَوْ بَعْضَ یَوْم قَالُوا ربُّکُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُم فَابْعَثُوا اَحَدَکُمْ بِوَرَقِکُمْ هَذِهِ اِلَى الْمَدِینَةِ فَلْیَنْظُرُ اَیُهَا اَزْکى طَعَاماً فَلْیَأْتِکُمْ بِرِزُق مِنْهُ وَ لْیَتَلَطَّفْ وَ لاَیُشْعِرَنَّ بِکُمْ اَحَداً. اِنَّهُمْ اِنْ یَظْهَرُوا عَلَیْکُمْ یَرْجُمُوکُمْ اَوْ یُعیدُوکُمْ فی مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا اِذاً اَبَداً * وَکَذلِکَ اَعْثَرنَا عَلَیْهِمْ لِیَعْلَمُوا اَنّ وَعْدَاللهِ حَقُّ وَ اَنَّ السَّاعَةَ لَارَیْبَ فِیهَا)(1).

هل وردت هذه القصة فی سائر الکتب السماویة غیر القرآن؟

هل ذکرت فی المصادر التاریخیة؟

هل یعقل مثل هذا العمر الطویل لبشر ـ و فی النوم و دون وجود الطعامـ؟ وبغض النظر عن کل ما سبق کیف لهذه الحادثة أن تساعد فی إدراک مسألة المعاد؟

هذه هی الأسئلة التی تثار حول هذه الحادثة و لابدّ من الردّ علیها جمیعاً.

للإجابة على السؤال الأول و الثانی لابدّ من القول:

لم تتعرض أی من الکتب السماویة لقصة أصحاب الکهف سواء الکتب الأصلیة أو المحرفة، و لابدّ أن یکون الأمر کذلک، حیث یفید التاریخ أنّ تلک الحادثة قد وقعت فی القرون التی أعقبت ظهور المسیح (علیه السلام). و بالضبط وقعت على عهد دقیانوس الذی جرع المسیحیین أنواع العذاب، فقد صرّح المؤرخون الاوربیون أنّ هذه الحادثة وقعت خلال سنوات 49 إلى 251 م، کما یرون أن مدّة نومهم إستغرقت 157 سنة و یطلقون علیهم «نیام افسوس السبع»(2) بینما یعرفون عندنا بـ «أصحاب الکهف».

و لابدّ أن نرى الآن أین منطقة «افسوس» و من هو أول من کتب بخصوصهم، و فی أی قرن کانوا، فافسوس أو افسس بضم الألف و السین هی إحدى مدن آسیا الصغرى (ترکیا الحالیة و هی قسم من روما الشرقیة القدیمة) تقع على بعد أربعین میلا إلى الجنوب الشرقی من «ازمیر» التی کانت تعتبر عاصمة الملک «ایونی».

و لافسوس شهرة عالمیة بسبب معبدها المعروف «ارطامیس» و الذی یعد من عجائب الدنیا السبع.(3)

یقال: قم العالم النصرانی «جاک» زعیم الکنیسة السوریة لأول مرّة فی القرن الخامس المیلادی بتألیف رسالة باللغة السریانیة شرح فیها قصة أصحاب الکهف. ثم قام «جورجیوس» بترجمتها إلى اللغة اللاتینیة و أطلق علیها اسم «جلال الشهداء».(4)

و هذا یدل بدوره على أنّ تلک الحادثة قد اشتهرت لقرن أو قرنین قبل ظهور الدعوة الإسلامیة فی الأوساط المسیحیة و اهتمت بها الکنیسة، و کما ورد سابقاً فإنّ هناک بعض الاختلافات ـ من قبیل مدّة نومهم ـ مع ما ورد فی المصادر الإسلامیة حیث ذکر القرآن تلک المدّة صراحة على أنّها کانت 309 سنة.

من جانب آخر فقد نقل «یاقوت الحموی» فی کتاب «معجم البلدان» (ج 2 ص 806) و «إبن خردادبه» فی کتاب «المسالک و الممالک» (ص 106 ـ 110) و«أبو ریحان البیرونی» فی کتاب «الآثار الباقیة» (ص 290) أنّ جمعاً من السیّاح وجدوا کهفاً فی مدینة «آبس» کان یضم بعض الأجساد الیابسة ویعتقدون أنّها ترتبط بأصحاب هذه القصة.

و الذی تفیده الآیات القرآنیة فی سورة الکهف و ما ورد فی الروایات الإسلامیة من أسباب النزول بهذا الخصوص أنّ الحادثة المذکورة کانت مشهورة أیضا کحادثة تأریخیة بین الأوساط الیهودیة، و هکذا یتبیّن أنّ هذه القصة قد وردت فی مختلف المصادر التاریخیة للأقوام.


1. سورة الکهف، الآیة 10، 11، 12، 19، 20، 21.
2. أعلام القرآن، ص 153.
3. إقتباس من کتاب القاموس المقدس، ص 87.
4. أعلام القرآن، ص 154.

 

جواب حقیقة أم خیال؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma