إنّ صعوبة الردّ على هذا الإشکال دفعت البعض لتوجیه آیات الخلود، ففسروها بعدم إعتماد الخلود فی العقاب على أنّه یخالف العدل برأیهم.
1ـ قال البعض: المراد بالخلود معناه الکنائی أو المجازی، یعنی مدّة طویلة نسبیاً و هذا من قبیل مایطلق على من یحکم فی السجن إلى آخر عمره فیقال حکم علیه بالسجن المؤبد، و الحال لیس هناک من أبدیة فی أی سجن حیث تنتهی هذه المدّة بانتهاء العمر، و منه ما تعارف لدى العرب من قولهم «یخلد فی السجن».
2ـ و قال البعض الآخر: إنّ مثل هؤلاء الأفراد الذین أفنوا أعمارهم فی الذنب والخطیئة حتى أحاطت بهم وأصبح وجودهم معصیة فإنّهم و إن خلدوا فی النار، إلاّ إنّ هذه النار لا تبقی على حالها و بالتالى سیأتی الیوم الذی تخمد فیه هذه النار ـ کسائر النیران الأخرى ـ فیشعر أهلها بنوع من الهدوء الخاص.
3ـ و أخیراً احتمل البعض حصول حالة من الإنسجام مع النار بعد مرور مدّة من الزمان و تحمل شدّة العذاب حیث یکتسبون خصائص الوسط فیتکیفوا معه بالتدریج و یعتادوه، و على ذلک فلا یعودون یشعرون بأی عذاب وألم!
طبعاً کما ذکرنا فإنّ کل هذه التوجیهات بسبب العجز عن حلّ مشکلة العذاب الأبدی، و إلاّ فإنّ ظهور الآیات فی خلود عذاب طائفة معیّنة ممّا لایمکن إنکاره.