تجمید بدن الإنسان الحی

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
المعاد و عالم مابعد الموت
نموذج آخر: دفن المرتاضین الطریق السادس

هناک عدّة نظریات و أطروحات بشأن تجمید بدن الأحیاء بما فیها الإنسان من أجل إطالة عمرها، و قد وردت بعض تلک الأبحاث حیز التطبیق.

و على ضوء هذه النظریات فإنّه یمکن إیقاف حیاة الإنسان أو الحیوان بعد تعریضه إلى برودة تصل إلى الصفر دون أن یموت حقیقة، و بعد مدّة معینة یجعل فی درجة حرارة مناسبة فیعود إلى حالته العادیة ثانیة.

و قد طرح مثل هذا الإقتراح بخصوص الرحلات الفضائیة إلى الکرات البعیدة التی قد تستغرق أحیاناً مئات أو آلاف السنین حیث یجعل بدن رائد الفضاء فی محفظة خاصة و تجمیده، و بعد سنوات مدیدة حین یقترب من الکرات المطلوبة تعاد إلیها الحرارة الاعتیادیة بواسطة جهاز تلقائی فیعود إلى حالته العادیة دون أن یکون قد هدر شیئاً من عمره.

لقد نشر هذا الخبر فی إحدى المجلات العلمیة، کما ألف «روبرت نیلسون» فی السنوات الأخیرة کتاباً بشأن تجمید بدن الإنسان لإطالة عمره و قد کان لذلک الکتاب صدى واسعاً فی عالم العلم و المعرفة.

و قد صرّح فی مقالة وردت فی المجلة المذکورة بهذا الخصوص أنّ فرعاً علمیاً من بین الفروع قد ظهر بهذا الشأن، و جاء فی المقالة المذکورة: «إنّ الحیاة الخالدة کانت من الأحلام الذهبیة و العریقة للإنسان على مدى التاریخ، أمّا الآن فقد أصبح هذا الحلم حقیقة، یدین بالفضل للتطور الهائل الذی حققه العلم المعاصر الذی یعرف بعلم الکریونیک (العلم الذی یصحب الإنسان إلى العوالم المنجمدة و یحفظه کبدن منجمد على أمل أن یعیده العلماء یوماً إلى حیاته).

هل یعقل هذا المنطق؟ إنّ أغلب العلماء و المفکرین البارزین یفکرون فی هذه المسألة من عدّة جوانب، و قد خاضت فیه بعض الصحف العالمیة، والأهم من کذلک أنّ هناک برنامجاً الآن بهذا الخصوص فی حیز التنفیذ»(1).

و قد أعلنت الصحف قبل مدّة أنّه ثم العثور فی الثلوج القطبیة و التی تدّل أغطیتها على أنّها تعود إلى ما قبل آلاف السنین على سمکة منجمدة وبمجرّد أن قذفت فی ماء معتدل بدأت حیاتها من جدید وقد أصابت الجمیع بالذهول لما شرعت بالحرکة.

واضح أنّ الاجهزة حتى فی حال الانجماد لا تتوقف کما هی علیه الحال فی الموت، لأنّ العودة إلى الحیاة فی تلک الحالة لیست ممکنة.

و الذی نخلص إلیه ممّا مرّ معنا هو إمکانیة إیقاف الحیاة و شل حرکتها لتتحرک ببطىء تام، و الدلیل على ذلک مختلف الدراسات و الأبحاث العلمیة الواردة بهذا الشأن. و فی هذه الحالة یبلغ إستهلاک البدن للطعام الصفر، یمکن للاحتیاطی الزهید المخزون فی البدن أیدیم الحیاة بهذا البطىء لسنوات عدیدة.

قطعاً نوم أصحاب الکهف لم یکن نوماً عادیاً طبیعیاً على غرار نومنا، بل کان نوماً إستثنائیاً، و علیه فلیس من العجیب ألا یشکو من قضیة الطعام ولا من الضرر على مستوى عضویة البدن بسبب ذلک النوم الطویل!

و الطریف فی الأمر أنّ الذی یفهم من آیات سورة الکهف بشأن هذه المسألة هو أنّ طریقة نومهم کانت تفرق عن النوم الاعتیادی: (وَ تَحْسَبُهُمْ اَیْقَاظاً وَ هُمْ رُقُود... لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَیْهِمْ لَوَلَّیْتَ مَنْهُمُ فِراراً وَ لَمُلِئْتَ مَنْهُمْ رُعْباً)(2).

فالآیة تدل على أنّ نومهم لم یکن عادیاً، بل کانوا یعیشون حالة تشبه حالة المیت ـ بعین مفتوحة ـ، أضف إلى ذلک فقد صرّح القرآن بأنّ الشمس لم تکن تشرق على جوف الکهف، و بالنظر إلى أنّ الکهف کان فی أحد مرتفعات آسیا الصغرى فقد کانت منطقة باردة; الأمر الذی یکشف عن الشرائط الاستثنائیة لنومهم، من جانب آخر القرآن قائلا: (...وَ نُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الَْیمینِ وَ ذَاتَ الشِّمالِ)(3).

و هذا یدل على أنّهم لم یکونوا یعیشون عملیة رتیبة واحدة، فما زالت هنالک بعض العوامل الخفیة الدخیلة فی الأمر و التی بقیت مجهولة علینا (فیحتمل کانت تحدث مرّة کل سنة) تقلیبهم على جهة الیمنى و الشمال للحیلولة دون المساس بعضویة أبدانهم.

یبدو إنّ البحث العلمی بهذا الشأن قد إتضح تماماً، و النتیجة التی یخلص إلیها منه لا تدع من مجال للنقاش بشأن مسألة المعاد، و ذلک للشبه الواضح بین النهوض من ذلک النوم الطویل و النهوض للحیاة بعد الموت والذی یقرب قضیة المعاد إلى الأذهان.


1. مجلة العالم، العدد 47، ص 4.
2. سورة الکهف، الآیة 18.
3. سورة الکهف، الآیة 18.
 
نموذج آخر: دفن المرتاضین الطریق السادس
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma